الأربعاء، 15 أبريل 2009

يا سيد حسن .... لقد أخطأت
بدايةً وحتى لا يُعتبر كلامي امتداداً للحملة الهوجاء المستعرة التي ملأت أرجاء العالم العربي وغير العربي ضد حزب الله وأمينه العام السيد / حسن نصر الله فقد قررت أن ابدأ الموضوع بمقدمة بسيطة ... أعترف أنني معارض وبشدة للنظام الحاكم المصري واختلف معه اختلافاً جذرياً وأرى أن المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمشاكل بجميع أنواعها التي تعاني منها مصر هو السبب الأول فيها وأن علاج هذه المشاكل ليس بإجراء بعض التعديلات على ذلك النظام أو تغيير بعض الشخوص ولكن ببتر هذا النظام بل اقتلاعه واستئصاله من جذوره بشرط أن يكون هذا البتر وهذا الإقتلاع أو الاستئصال مدنياً سلمياً وليس عسكرياً كما حدث سابقاً أو كما حدث في دول أخرى لأننا لا نريد عسكريين يحكمون دولة مدنية مرةً أخرى .. كما أنني مقتنع تمام الاقتناع أن دور مصر العربي والقومي والعالمي قد تقزّم على يد هذا النظام وأصبحت مصر ليست ذات دور قزم فحسب .. بل لا دور لها من الأساس أي أنني من الآخر لا أتفق مع النظام الحاكم في شيء لا في إستراتيجية حكمه للبلاد إن كان فيه إستراتيجية من الأساس ولا في قراراته التي يتخذها في مواجهة المشكلات والأزمات الداخلية والخارجية التي تحدث ولقد تجلّى هذا الاختلاف وعدم الاتفاق وازداد ضراوةً بداخلي تجاه النظام الحاكم المصري إبان الحرب الأخيرة على غزة في أوائل هذا العام 2009 فقد كان دور النظام المصري قمة في السلبية والضعف والوهن ... بل يصل إلى الخزي والعار في بعض مواقفه وتصريحاته ... ولا يستطيع أحد أن يقنعني أن شعباً محاصراً من جميع الجهات والنواحي لابد وأن يُترك هكذا ... كما أنه من الغباء والاضمحلال الفكري أننا نجلس طول اليوم نولول على إنشاء الأنفاق وكيف أنها تهدد الأمن القومي المصري ومصر نفسها ساهمت في إنشائها عن طريق صمتها الغريب والمريب على هذا الحصار المضروب على غزة بل ومشاركتها الأساسية فيه وفي إحكامه سواء عن قصد أو بدون قصد سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .. فمن أين لهذا الشعب أن يأكل ويشرب ويتزود بالوقود .. وبالمرة يؤُتى إليه بسلاح ليدافع به عن نفسه باختصار أنا على يقين أن النظام المصري الحاكم قد وقف عاجزاً عن القيام بواجبه تجاه هذا الشعب المحاصر ... قد يسأل سائل ما هو الواجب المفروض على مصر القيام به .. واجبها ليس فقط فتح معبر رفح لإدخال البضائع والمأكل والمشرب للناس في غزة بل واجبها الأصيل العمل بكل ما أوتيت من قوة على رفع الحصار كاملاً عن غزة ... أتحدث هنا عن دور مصر .. وليس باقي الدول العربية التي كلها تُعتبر أمثلة فاضحة للجبن المخزي إن لم تكن هي كذلك فعلاً .. ولا عن دور ما يسمى بجامعة الدول العربية وأمينها العام الذي تعلو ضحكاته على صرخات المحاصرين في غزة وتتعدد جولاته التي لا يأتي من ورائها أي شيء إيجابي يُذكر ولا خطاباته العنترية التي يكتبها له كبار كاتبي الشعر العربي المعاصر الموزون والمقفى منه وغير الموزون وغير المقفى ... فهو أجبن من أجبن رئيس عربي ... فقد أثبت رجب طيب أردوغان غير العربي أنه أشجع من أمين جامعة العرب الأشاوس في موقف بسيط كان من السهل أن يقوم به ذلك الأمين ولكنه عجز حتى عن القيام به .... ما علينا .. فمصر بيدها أن تنظم وبطريقة دقيقة ومحكمة من النواحي الأمنية وغير الأمنية أن تنظم فتح معبر رفح لكي تسمع بعبور كل أنواع البضائع عدا السلاح إن أرادت ذلك فمصر بيدها أن تساعد الفلسطينيين أن يتوصلوا إلى حكومة وحدة وطنية إذا هي أخلصت النية ولم تحابي طرف على آخر اقصد بمصر هنا النظام الحاكم وليس الدولة ككيان أو الشعب الطيب أو الأرض الطاهرة .. فمصر الدولة والكيان والشعب الطيب والأرض الطاهرة كلها قلباً وقالباً مع الفلسطينيين في محنتهم كما أود أن أوضح أن معظم إن لم يكن كل الأطراف الفلسطينية قد ارتكبت ومازالت ترتكب أخطاءاً بالجملة ... فتح وحماس ومنظمة التحرير والجهاد وجميع الباقين.. لكل منهم أخطاء ولكن ليس بقدر واحد فمنهم من أخطأ أخطاءاً فادحة ومنهم من أخطأ أخطاءاً بسيطة يسهل معالجتها .. باختصار الكل أخطأ ومازال .. وهم يتحملون جانب ليس باليسير من الوضع المتأزم الحالي لا أتكلم عن إسرائيل هنا لأنها هي السبب الأول والأكبر فهي الدولة المحتلة والكلام عنها وعن ما تمارسه لا محل له .. فهل تنتظر من المحتل أن يعطيك أرضك على طبق من فضة ... أو حتى طبق من صفيح أكله الصدأ .. مستحيل طبعاً ولكن النظام الحاكم في مصر وهو يعادي أي فكر أو تيار أو تنظيم له علاقة أو يمت بصلة أو يقترب أو يحاول أن يقترب مما يُسمى الإسلام السياسي حتى في معناه المعتدل – كمثال حزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب الوسط في مصر – لا يُنتظر بأي حال من الأحوال من هذا النظام الحاكم أن يساعد حماس أو يقف بجوارها ضد فتح ولا يُنتظر منه أيضاً أن يمارس حتى دور الوسيط العادل المحايد وهو الذي يرفض هذا الاتجاه من الأساس وهو يضع في ذهنه اعتبارات كثيرة منها أن انتصار حماس على فتح أو تفوقها عليها أو إعطائها دوراً أكبر في العملية السياسية في فلسطين سيمثل عليه تهديداً من نواحي عديدة فجارته ستكون جارة تتبنى الإسلام السياسي ولو نجحت لاشك أن هذا النجاح سيمتد إليه فتقوى حركات الإسلام السياسي في مصر ومنها بالطبع الإخوان البعبع الذي يخشاه النظام الحاكم إذن فالموضوع معقد .. بل بالغ التعقيد ... داخلياً وخارجياً ........ إذن أين هذا كله من الأزمة الأخيرة الخاصة بحزب الله ....!!!؟؟؟ أكاد أكون على يقين بأن حزب الله قد اكتسب أرضية واسعة وتأييد شعبي على مستوى الوطن العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة لا مثيل له بعد بطولات العديدة التي قام بها رجاله ومواقفه المتزنة والموضوعية والقوية في مختلف الأمور خصوصاً فيما يتعلق بمواقفه ضد الاحتلال الإسرائيلي ... اكتسب هذا التأييد رغم كل المحاولات التي مارستها العديد من أنظمة الحكم العربية في تشويه سمعته .. فقد فاقت مواقفه البطولية القوية وانتصاره لحقوق الأمة فاقت كل حملات التشويه التي مورست ضده والتي أُستغلت فيها جميع الوسائل بما فيها الوسائل الدينية المذهبية التي لم تفشل في أي مرة من مرات استخدامها من قبل مع معارضين آخرين لأنظمة الحكم العربية .. ولكنها فشلت عندما أُستغلت ضد حزب الله في ذلك الجو المعقد الساخن ينبغي على الطرف الأضعف في العلاقة إذن توخي كامل الدقة والحذر في تحركاته وتصرفاته حتى لا يستغلها الطرف الأقوى أسوأ استغلال .. ذلك مع إقرارنا أنه حتى وبدون أن يخطئ الطرف الأضعف لن يسكت الطرف الأقوى بل سيستمر في اختلاق الأكاذيب والحجج في الهجوم على الطرف الأضعف ... ولكنها ستكون أمام معظم الناس إن لم يكن كلهم حجج واهية لا دليل علي صحتها .. ومع إقرارنا أن الطرف الأقوى يخطئ صباح مساء ومساء صباح .. ولكنه الأقوى والقوي في هذا الزمن وفي كل الأزمان يفعل ما يشاء وما يحلو له ... فالطرف الأضعف ليس لديه القدرة على التعليق على أخطاء الطرف القوي أو استغلالها فإمكانياته محدودة جداً في هذا المجال إذن ما العمل .. العمل أنه يجب على الطرف الأضعف أن يعمل ويجتهد في عمله ومشروعه وإستراتيجيته ولكن دون أن يخطأ ولكن هل هناك من يعمل دون أن يخطأ .. .. !!؟؟ سأجيب على الفور ... لا ... بالطبع لا يوجد من يعمل دون أن يخطاً ولكن عليه أن يجتهد أن لا يخطأ وإن أخطأ فلتكن أخطائه أخطاءاً غير مقصودة أو أخطاءاً بسيطة يكون من السهل تدارك آثارها .. عليه إذن أن يبتعد كل البعد عن الأخطاء المتعمدة وعليه أولاً أن يبتعد عن ساحات العمل التي قد تعرضه لارتكاب مثل هذه الأخطاء التي هو لن يستطيع تدارك آثارها عند حدوثها و التي سيستغلها الطرف الأقوى أقبح استغلال ممكن والتي أيضاً ستفقده الكثير من التأييد الذي اكتسبه من قبل طوال فترة ممارسته عمله ونجاحه فيه دون أن يخطأ السيد حسن نصر الله وخطأه الأكبر لا أبالغ عند القول أن السيد حسن نصر الله قد أخطأ .. أقول هنا السيد حسن نصر الله وليس حزب الله .. فالأخطاء التي حدثت لم تنتج عن إستراتيجية عمل الحزب بل نتيجة اجتهاد فردي من أمينه العام ... !!! الذي نكن له كل الاحترام والتقدير على ما بذله من تضحيات وما قام به من أعمال بطولية طوال فترة توليه أمانة الحزب .. وأنا من أشدّ المعجبين به ... إلى وقت قريب بدون تحفظات تُذكر .. أما الآن فمازلت معجب به ولكن بتحفظات تُذكر ... الأخطاء التي ارتكبها السيد حسن نصر الله : 1- في خطابه أيام الحرب الإسرائيلية على غزة عندما خاطب الشعب المصري ودعاه إلى الذهاب إلى معبر رفح وفتحه بالقوة . 2- توجيهه في نفس الخطاب كلمات إلى ضباط وجنود الجيش المصري لفعل شيء تجاه ما يحدث في غزة ورد الفعل السلبي للنظام الحاكم المصري . 3- موافقته على قيام حزبه بتأسيس تنظيم أو خليه أو شبه خليه أو حتى تجميع أفراد في مصر ليقوموا بإدخال السلاح إلى غزة وتقديم الدعم اللوجستي للمحاصرين في غزة ومقاوميها . لو دققنا النظر قليلاً سنجد أن هذه الأمور لا يوجد فيهما خطأ من الناحية المجردة .... فالشعب لمصري لابد وأن يعارض نظام حاكم أصر ومازال مصر على إغلاق المنفذ الوحيد للمحاصرين في غزة كما أن الجيش المصري أكيد يوجد به ضباط وجنود يبكون دماً على ما يجري في غزة وهم يحرسون حدود مصر مع غزة حتى تنتهي إسرائيل من إتمام المجزرة كما يوجد في أي جيش في العالم فالجيش الأمريكي نفسه تجد هناك أناس يتعاطفون مع الدول التي يذهبون إليها ليهاجموها ويحتلوها .. وليس موقف إسلام أحد حراس معتقلي جوانتنامو ببيعد إن إدخال السلاح إلى المقاومة في غزة ليس فيه أي شيء عيب أو حرام بل إن جميع الاتفاقيات العالمية نصت على حق المقاومة في الدفاع عن أرضها بشتى السبل . وكما أن حركة فتح كان يتم إدخال السلاح إليها عياناً بياناً وبصفة رسمية وبموافقة الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية والسلطات المصرية من خلال معبر رفح لتعزيز قوتها في مواجهة حماس كان من باب أولى إذن إدخال السلاح إلى حماس لتعزيز قوتها في مواجهة إسرائيل هذا من الناحية المجردة ولكن الموقف به من التعقيدات ما به أولاً : تعقيدات على مستوى تلك النظرة المجردة : النظام الحاكم في مصر ينظر إلى موضوع استجابته لرأي الشارع المصري على أنه ضعف وخضوع له ناهيك على أنه لو استمع لرأي الشارع في مرة سيكون مطالباً بسماعه في مرات أخرى وهو لا يريد ذلك .. بل يريد أن يلغي الشارع أصلاً وفي سبيل ذلك يمارس النظام الحاكم من الممارسات ما يعجز المرء عن عده ممارسات هدفها الحد من حرية الشعب وحصاره داخل بوتقة محددة الأركان ومنعه من التظاهر والخروج للشارع بل والمعارضة أساساً حتى لو كانت معارضة قلبية ... وقد نجح النظام الحاكم وللأسف إلى حد كبير في الحصول على نتائج جيدة بالنسبة له في هذا المجال وجعل مفاهيم اللامبالاة والانعزال مفاهيم سائدة بدرجة كبيرة وجعل من السعي على أكل العيش الحاف كما نقول نحن في مصر هو الهمً الأكبر لكل مواطن مصري . بالنسبة للقوات المسلحة فدورها منذ زمن قد تم تحييده تماماً بل إخضاعه للنظام الحاكم جملةً وتفصيلاً .. وهذا بقدر ما يحمل من عيوب بقدر ما يحمل من مزايا . إدخال السلاح إلى غزة سيؤدي إلى تقوية حماس في مواجهة إسرائيل نعم ولكن في مواجهة فتح أيضاً وهو الفصيل المقرّب من النظام الحاكم في مصر كما سيدخل مصر في مواجهة مع إسرائيل ليس شرطاً أن تكون مواجهة عسكرية بل مواجهة سياسية ودبلوماسية في المقام الأول عن طريق إسرائيل نفسها وعن طريق أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي والنظام الحاكم لا يوجد لديه أدنى قدرة على تحمل ذلك ولا توجد لديه رغبة في ذلك أبداً .. منطق المشي جنب الحيط .. بل بداخله كمان في أوقات كثيرة .. فهو نظام لا يوجد له مبدأ .. فكيف يدافع عن مبادئ أناس آخرين حتى لو كانت تلك المبادئ تمثل حقوق عادلة مهدرة أنظر إلى الموقف السيئ الموضوع فيه النظام المصري بخصوص الأنفاق وما يسمى بتهريب السلاح وعدم قدرة مصر على ضبط حدودها ... فهناك هجوم مستمر على مصر من قبل إسرائيل وأمريكا وأوروبا ومصر تعجز حتى عن الرد .. استمع إلى ردود أحمد أبو الغيط وزير الخارجية .. ردود لو طفل في المرحلة الابتدائية سمعها سيضحك على مدى سذاجتها هذه التعقيدات على المستوى الأول لم نتناولها بالتفصيل حرصاً على عدم تشعيب الأمور وتركيزاً على التعقيدات التي على المستوى الثاني وهي محور هذا المقال التعقيدات على المستوى الثاني تخص مصر وحزب الله أو بمعنى أدق مصر والسيد حسن نصر الله نقطة افتتاحية لا يخفى على أحد مدى العداوة التي يكنها النظام الحاكم في مصر مع إيران وإيران حليف أساسي لحزب الله وانضم إليهما سوريا وبقوة الآن .. فصديق عدوي عدوي .. هذا منطق مصر في علاقتها بحزب الله حتى في أوقات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان .. وأنا عندما أذكر السيد حسن نصر الله ولا أذكر لفظ حزب الله فإن هذا انعكاس لاعتقادي أنه لو كان للحزب أميناً عاماً آخر كان سيتبنى إستراتيجية أخرى تتعلق بعلاقته بأنظمة الحكم في البلاد العربية .. فأنا أرى أنه كان من الأولى أن ينصب تركيز الحزب على الداخل لا على الخارج حتى ولو بالتصريحات والتلميحات وكان الأولى أن ينأى بنفسه عن ذلك كله .. لأن ذلك في المقام الأول كان سيجنبه الدخول في العديد من المعارك التي كان في غنى عنها والتي أدت ومازالت تؤدي إلى النيل من قواه ومن التأييد الشعبي الذي اكتسبه من ناحية ومن ناحية أخرى كان بذلك الموقف سيبطل كل الحجج الواهية التي تتشدق بها كل الدول التي تقف ضد المقاومة باعتبار أن حزب الله في هذه الحالة سيكون النظام والنموذج الأمثل للمقاومة بما يقوم به من مقاومة ودحر للمحتل على أرضه هو لا أرض غيره وبأساليب غاية في الاحترافية . لقد أخطا السيد حسن نصر الله في تصريحاته لحث الشعب المصري للخروج إلى الشارع .. فالشعب المصري كان خارجاً فعلاً إلى الشارع ولعل تصريحاته قد نالت مما قام به الشعب في الشارع واستغل الإعلام الحكومي ذلك واتهم الخارجين إلى الشارع بالعمالة لجهات خارجية وأنهم يأتمرون بأمر السيد حسن نصر الله والشعب المصري أبعد ما يكون عن ذلك كما أن ذلك جعل لأي تحرك شعبي من الأعداء ما يعجز المرء على إحصائهم ... أما بالنسبة لإقحام القوات المسلحة في مرمى تصريحات السيد حسن نصر الله فقد كان لهذا الأمر مبلغ كبير جداً من الخطورة وجدد ذكريات اغتيال أنور السادات على يد أحد أفراد القوات المسلحة بُني له تمثالاً في إيران وسُمي شارعاً كبيراً في عاصمتها بإسمه .. إنه تناول أمراً حساساً لأقصى درجة ليس عند النظام الحاكم فحسب بل عند كل فرد من أفراد الشعب المصري كبيره وصغيره موالي للنظام الحاكم أو حتى معارض له حتى النخاع فقد دخل فيما يسمى بعش الدبابير ... وكان غير موفقاً بالمرة في ذلك حتى لو أعقب تصريحاته بأنه لا يقصد إنقلاب على النظام الحاكم ... فهذا الأمر ذو حساسية شديدة في مصر نأتي الآن للخطأ الأكبر ....... تكليف أحد أفراد الحزب بالذهاب إلى مصر أو حتى لو كان هذا الشخص مقيماً في مصر أصلاً منذ فترة وتم تكليفه بالقيام بأعمال الدعم للمقاومة الفلسطينية والتخطيط لجذب عدد من الشباب المصري ومن الجنسيات الأخرى للمساعدة في ذلك ... الهدف قد يكون نبيل .. بل هو نبيل فعلاً ومن منا لا يريد أن يمد يد العون للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة .. ولكن كيف ... وأين .... ومتى كيف .. بأي كيفية يدعم حزب الله المقاومة الفلسطينية وأين ومن أين يوجه دعمه لها ومتى وفي أي وقت يقدم هذا الدعم ... كل سؤال من هذه الأسئلة الثلاثة من الخطورة بمكان أن نتناولها بدون الحذر في التعاطي معها .. لما لأن الوضع معقد جداً كما شرحناه من قبل ... ليس هذا فحسب .. وليس لأن الكل متربص بحزب الله فحسب أيضاً ... بل لأنه وفي ظل هذا الوضع المعقد يجب على كل منّا أن يسير بحذر وأن يحسب لخطواته ألف حساب لأن الخطأ الواحد لن يُغتفر ولن يٌنسى .. طالما أنك لست بدولة كبرى كأمريكا ولست بدولة الجميع في خدمتها كإسرائيل بل طالما أنك لست بدولة أصلاً بل أنت تنظيم سياسي عسكري في أحد الدول الهشة جداً من الناحية السياسية والعسكرية وأرضها مستباحة من الجميع عرباً وعجماً شرقاً وغرباً مخابراتياً ودبلوماسياً وعلى شتى أنواع الأصعدة كيف يدعم حزب في إحدى الدول كيف يدعم المقاومة في إحدى الدول المجاورة ... أرى أن يدعمها سياسياً وفكرياً وإن أراد أن يقدم لها دعما عسكرياً فليقدمه ولكن بشروط .. أهمها أن يقدمه من على أرضه هو ليس من خلال أرض دولة نظامها الحاكم معادي له ومعادي للمقاومة أصلاًً والأدهى أنه يقيم علاقات صداقة مع المحتل الذي تحاول المقاومة إجلائه عن أرضها ... ألم أقل لكم أن الأمر معقد جداً وأين ومن أين يوجه دعمه لها .. أعتقد أننا أجبنا على جزء كبير من هذا السؤال في الفقرة السابقة مباشرةً ... بقي أن نضرب مثالاً ... تخيل أن دولة من الدول كمصر أو حتى حزب معارض من الأحزاب المصرية حاولت أو حاول أن يقوم بتمرير مجموعة أسلحة أو يقدم دعماً لوجستياً لجماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة عن طريق الأراضي العراقية .. ماذا سيكون رد فعل إيران في هذه الحالة وكذلك العراق أو تمرير السلاح لأكراد تركيا عبر الحدود العراقية أو لا قدّر الله تجددت الحرب الطائفية في لبنان وحاولت مصر أو أحد أحزابها السياسية إدخال السلاح لطرف مناهض لحزب الله عبر الأراضي السورية .. ماذا سيكون رد فعل حزب الله وماذا سيكون رد فعل سوريا .. في مثل هذه المواقف الافتراضية .. مع الفارق طبعاً .. ماذا سيكون رد فعل العراق وتركيا وإيران وسوريا وحزب الله ... هنا يسود المبدأ على التفاصيل والعموميات تطغى على الجزئيات .. أين ومن أين .. تلك هي المعضلة .. لو أن حزب الله قام بهذا التخطيط وأدخل هذا الدعم من خلال أراضيه أو حتى من خلال أراضي دولة صديقة له وللمقاومة كسوريا مثلاً كما تدّعي هي ذلك .. لن تكون هناك أزمة ... وإن كانت سوريا أجبن من أن تقوم بذلك أصلاً أو تسمح به رغم أنها مُحتلّة ..!!! إذ أن سوريا لا تقاوم أصلاً... كيف تكون أرضك محتلة ولا تقاوم المحتل وتدعي أنك تدعم المقاومة ولكن في أماكن وأراضي أخرى محتلة ... فمن باب أولى قاوم أنت وحاول تحرير أرضك المحتلة .... وهذا موضوع غريب آخر بل في غاية الغرابة ولكن ليس هذا مجاله لنتناوله ... إنما أن يقوم السيد / حسن نصر الله بعمل ذلك وفي شكل تخطيط وإعداد منذ عدد من السنوات بشكل يشبه تأسيس التنظيمات السرية على أرض دولة تجعل من حزب الله عدو لها وتعتبر الطرف المقاوم الداخل إليه هذه المساعدات طرف على الأقل ليس بصديق إن لم يكن عدواً .. أعتقد أنه بالإضافة إلى كون ذلك خطئاً جسيماً ارتكبه السيد / حسن نصر الله في حق دولة ذات سيادة على أراضيها أو هكذا تريد أن تظهر وفي حق نفسه كرئيس لحزب قوي نال من التأييد ما لم يكن يتوقعه رغم العوائق الدينية والحملات المنظمة والممنهجة ضده فهو فوق ذلك كله خطأ ساذج ما كان يجب أن يتم لو نال هذا الموضوع الخطير قدراً ولو بسيطاً من الدارسة الموضوعية لتعقيدات الأمور قبل اتخاذ قرار بوضعه موضع التنفيذ . إن هذا الخطأ اختصر الطريق وقدم لأعداء الحزب بصفة خاصة والمقاومة بصفة عامة قدم لهؤلاء الأعداء على اختلاف أنواعم ومسمياتهم أثمن فرصة للهجوم على الحزب والمقاومة وانتقادهما ... باختصار لقد قدم لهم هذه الفرصة على طبق من الفضة الخالصة وهم الذين حاولوا جاهدين النيل من الحزب والمقاومة سنوات طويلة لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً ...!! ومتى وفي أي وقت يُقدّم هذا الدعم ... ومتى يتم ذلك ... يتم في عز الانشقاق الفلسطيني الفلسطيني .. يتم في الوقت الذي انعزلت فيه مصر عن العالم العربي والغربي ... بل انعزل نظامها الحاكم عن شعبه .. في وقت يتلهف النظام الحاكم على أي فرصة أو حتى نصف فرصة يقتنصها ويستغلها في إقناع شعبه أنه يسهر الليالي على أمنه وراحته ويحميه ممن تسول لهم أنفسهم تقويض أمنه .. في وقت تقزّم فيه دور مصر وأصبحت مثاراً للسخرية ونظرات العطف التي يوجهها الناس للرجل العجوز وهو يمر الطريق ببطء خوفاً من أن تصدمه سيارة مسرعة يقودها شاب مهووس كنيتنياهو أو ليبرمان أو شاب لا خبرة له كأوباما أو شاب لم يعد يبالي بتقاليد حكام العرب القدامي كبشار الأسد والشيخ حمد أو تُلتقط له الصور وهو في هذه الحالة المزرية بواسطة كاميرا قناة الجزيرة التي يُخيّل إليه أنها تأسست فقط للهجوم عليه والنيل منه .. وهو بتخيله هذا يجعل من نفسه مثاراً للسخرية منه والاستهزاء به أكثر وأكثر و صيداً ثميناً من السهل اصطياده لتقديمه طعاماً شهياً لأفواه جائعة... الوقت لم يكن مناسباً بالمرة لفعل خاطئ كهذا تم بطريق خاطئة .... فالخطأ ثلاثي الأبعاد ... الفعل خاطئ في وقت خاطئ وبكيفية خاطئة بل في المكان الخطأ .. أنظر .. لقد أصبح خطئاً رباعي الأبعاد .. بل أزعم أنه خطأ متعدد الأبعاد أكثر من ذلك ونتج عنه من النتائج السلبية التي أصابت الحزب في مقتل وهو مقبل على انتخابات داخلية في لبنان وأصابته في مقتل وهو في عزّ مجده وشعبيته وأصابته في مقتل والمقاومة بجميع أنواعها في أوج فترات اكتسابها لتعاطف من الجميع القاصي والداني والعربي وغير العربي ملحوظة : لم أعلق على موضوع الاتهامات الخاصة بالتخطيط لعمليات تفجيرية داخل مصر لأن هذا الاتهام من الضعف بحيث يسهل إيضاح عدم موضوعيته بل إنه اُستخدم لإضفاء المزيد من الحبكة الدرامية للقصة الواقعية وأرى أن السلطات المصرية لو لم تستخدمه لكانت أكتسبت مصداقية أكبر بكثير ولكن ماذا تفعل تجاه نظام أدمن مثل هذه الحبكات والمبالغات والأكاذيب التي من شأنها أن تضعف من قوة الموقف الواقع فعلاً والثابت حكماً إن قيام إحدى الدول أو المنظمات أو التنظيمات باستغلال أراضي الغير في عمل حتى ولو كان عملاً سامياً من وجهة نظرها دون أخذ موافقة هذه الدولة لهو أمر في غاية الخطورة ويبلغ ما يبلغ من درجات الخطأ القصوى لأن الأمر هنا داخل فيه ومتمكن منه تمام التمكن مبدأ النسبية ... فهذا حزب الله يرى أنه يجب أن يقدم الدعم لحماس والفلسطينيين في حرب إسرائيل على غزة عبر الأراضي المصرية وهناك فصيل آخر يرى أنه يجب أن يقدم الدعم لحركة فتح في مواجهة حماس أيضاً عبر الأراضي المصرية وهناك فصيل ثالث يرى أن يقدم السلاح لحركة الجهاد أيضاً عبر الأراضي المصرية وفصيل رابع يرى أن يقدم الدعم لمتمردي دارفور عبر الأراضي المصرية ودولة أخرى ترى أن تقدم الدعم لمعارضي النظام الحاكم في ليبيا .. أنظر على هذا التشابك ..!!! كما أن نظرة دولة أو تنظيم ما نظرة هؤلاء لنظام حاكم في دولة أخرى على أنه لا يقدم الدعم الواجب لقضية ما نظرة نسبية ... فقد ترى إحدى الدول أن نظام حاكم في دولة ما لا يدعم المقاومة كما ينبغي فتقوم تلك الدولة بدعم المقاومة بنفسها من خلال أرض تلك الدولة ... الأمر بالغ الخطورة في هذه النقطة بمعنى أن تقصير إحدى الدول في دعم المقاومة من وجهة نظر دولة أخرى أو تنظيم آخر ليس معناه أن أنتقل إلى أراضي هذه الدولة المقصرة لأدعم المقاومة من هناك بنفسي ... كيف هذا وهناك دولاً أخرى وتنظيمات أخرى تنظر إلى نفس الدولة على أنها أكبر دولة دعمت المقاومة وأكثر دولة ساعدت ذلك الشعب المقاوم .... في حين أن دولة أخرى تشيع أنها داعمة للمقاومة على الرغم من أن أرضها مازالت محتلة ولم تسعى إلى تحريرها ولم تحاول في يوم من الأيام أن تلتقط حجراً تقذف به جندي من جنود الاحتلال الجاثم على صدرها أو حتى تقذفه في إحدى البرك لتحرك به المياه الراكدة .. بل إن طائرات الاحتلال حلقت فوق قصر رئيس تلك الدولة ولم يسمع أحد طلقة واحدة من طلقات رجال الدفاع الجوي البواسل ...الأسود .!!! إذن الأمور هنا تخضع للنسبية فما يراه فصيل أو حزب أو دولة أنه صواب بل عين الصواب وهو قمة الدعم لقضية الأمة يراه فصيل آخر أو تنظيم آخر أو دولة أخرى أنه خطأ بل قمة الخطأ في الدفاع عن قضية الأمة ... هذا إن كانت أصلاً ما زالت توجد أمة ... وتصبح الأرض التي يدور عليها هذا الصراع ساحة جديدة للحرب بين هذه الفصائل والتنظيمات والدول وينتقل محور الصراع من الأرض المحتلة إلى الأرض التي اُستغلت في دعم المقاومة كما هو حادث الآن في هذه الأزمة .. لم يعد أحد يتلكم عن غزة ومعاناتها وحصارها بل انتقل الكلام إلى سيناء ... انتقل الكلام إلى أشياء وأمور وقضايا أخرى كنا في غنى عنها تماماً وهكذا سندور في دائرة مفرغة لا نعرف فيها أيهما أصح ...ما هو يجب أن يكون أم ما هو كائن فعلاً ونحاول الإجابة عن سؤال هل لو لم يقم النظام الحاكم في مصر بدوره في مساعدة الفلسطينيين هل يجوز لأي فصيل أو دولة أخرى أن تقوم بهذا الدور ... الإجابة البديهية نعم .. ولكن الإشكالية في كيف وأين ... فالذي يريد القيام بدور الدعم فليقم به ولكن ليس عبر أراضي دولة أخرى .. فهل دعم المقاومة الفلسطينية ليس له طريقاً واحداً ألا وهو أراضي سيناء .. من قال ذلك ... فدعم المقاومة له طرق شتى ... لذلك قد يبدو غريباً أن ينكر حزب الله تماماً مسئوليته عن الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان أثناء الحرب على غزة ورئيس وزراء لبنان وهي الدولة التي منها حزب الله أيضاً أدان إطلاق تلك الصواريخ ... إذن ما هذا .. إن كان حزب الله لا يريد أن ينجر لمواجهة ثانية مع إسرائيل عبر إعلانه مراراً وتكراراً أنه ليس مسئولا عن إطلاق بضعة صواريخ عبر الأراضي اللبنانية في عز اشتداد الحرب على غزة ... فهل يُعقل أن يترك الحزب ساحته وأرضه ويبدأ ممارسه دوره حتى لو كان دوره البالغ النبل على أرض غيره دون موافقة هذا الغير لا شك أن هذا ضرره بالغ على الجميع على المقاومة ذاتها كقيمة وعلى الحزب نفسه ككيان أثبت كفائه واكتسب من التأييد الكثير واختلافنا مع النظام الحاكم في مصر بل واتفاقنا جميعاً على أنه نظام غير عادل وسلبي في العديد من القضايا الهامة والتي من أهمها القضية الفلسطينية بل إن العديد منّا يصل إلى أبعد من ذلك ويصف النظام الحاكم في مصر بأنه نظام متعاون ومتواطئ مع إسرائيل .. لكن اتفاقنا هذا لا يبرر أبداً استغلال أراضي الدولة المصرية في أي نشاط دون أخذ الإذن بذلك لأن هذا ليس اعتداءاً على النظام الحاكم بل اعتداءاً على الدولة المصرية ككيان والمساس بسيادتها كدولة وليس كنظام حاكم لشعبها كما أنه يجعل الشعب يشك في أن أرضه مستباحة لأي شخص أو تنظيم أو دولة تفعل بها ما يحلو لها لقد أخطأت يا سيد حسن ... ولكن حزب الله لم يخطئ ... حزب الله المقاومة الباسلة ..حزب الله الروح العالية .. حزب الله الإيمان الراسخ .. حزب الله الذي هزم إسرائيل شر هزيمة ودحرها عن أرضه ... حزب الله القوة التي لا يُستهان بها سياسياً وعسكرياً واجتماعياً .. حزب الله المدافع عن حقوقه المشروعة بكل ما أوتي من قوة .. حزب الله الذي يخطط لعملياته وأهدافه المشروعة بكل دقة ليحققها وهو مؤمن وواثق أن الله سبحانه وتعالى سيساعده في تحقيقها .. فالحزب ككيان وإستراتيجية ومؤسسة ومبادئ لم يخطئ .. ولكن أمينه العام أخطأ .. ولكن ما الحل لكل مشكلة حل مهما كبرت ومهما كانت ضخمة أو ظهرت للجميع أنها مستعصية على الحل بشرط أن نعرف أسبابها .. والحل يكمن في السبب ... غالباً .... بل دائماً أزعم أن السبب هو ارتكاب السيد / حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني خطئاً كبيراً بل خطئاً مركباً معقداً جداً ... شرحناه تفصيلاً عبر كلامنا السابق ما الحل إذن الحل باختصار وبإيجاز أن : 1- أن يتقدم السيد حسن نصر الله باعتذار مكتوب إلى الشعب المصري أو الدولة المصرية – أقول الشعب أو الدولة وليس النظام الحاكم - يعتذر فيه عن إقدامه على هذه العملية والتخطيط لها وأن يعلن أنه أخطأ في ذلك ويعلن أنه لم يكن يقصد الدعوة لانقلاب عسكري في مصر وأنه لم يكن يقصد أن يوجه الشعب المصري تجاه شيء ما فالشعب المصري أكبر من أن توجهه قيادة أو زعامة خارجية ولا أقول ذلك غروراً أو افتخاراً لا سمح الله بل لأنه فعلاً واقع فالشعب المصري من أفضل الشعوب العربية التي بلغت من الوعي السياسي المبلغ الذي لا تحتاج معه إيعاز أو توجيه من الخارج علاوة على حساسيتنا نحن كشعب تجاه أي شيء يأتي من الخارج حتى ولو كان إيجابياً أو جيداً ولكن للأسف ذلك الجو الخانق الذي نعيش فيه والذي أشاعه النظام الحاكم .. ذلك الجو الخانق هو الذي لا يسمح لهذا الشعب الأبي أن يعبر عن مدى قوته وإني على يقين أنه سيأتي اليوم الذي ينتصر فيه هذا الشعب لنفسه ... دون أن يتلقى أي مساعدة من أي طرف خارجي . 2- بعد الاعتذار يتقدم السيد حسن نصر الله باستقالة فورية من رئاسة الحزب ويترك رئاسته للشخص الذي يليه في القيادة أو تجرى انتخابات داخلية في الحزب لاختيار من يخلفه فاختيار الرئيس القادم شأن داخلي خاص بالحزب . حل بسيط .. سهل .. سلس من شأنه أن يعطي كل ذي حق حقه وأن يقلب الطاولة على المتآمرين على المقاومة وأن يحافظ على التأييد الكبير الذي ناله الحزب في جميع ربوع الوطن العربي وبالأخص مصر ولا يأتي أحد ويقول لا يوجد من يخلف السيد حسن .. فهذا قول باطل .. من قاله فهو يؤيد من يقول أنه لا يوجد من يخلف رئيس الدولة .. فهو يؤيد توريث الحكم في سوريا ومصر وباقي الدول العربية الديكتاتورية المتخلفة وإلا فكيف يكون حزباً بهذا الحجم ولا يستطيع أن يكون له من الكوادر الكثير ... هذا قول مردود عليه جملةً وتفصيلاً استقيل يا سيد حسن وهذا ليس نصرا لإسرائيل ولا لأعداء المقاومة ... ولا هزيمة لك أو لحزبك أمامهم بالعكس فأنت هزمتهم كلهم في كفاحك وجهادك ونضالك ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي كان جاثماً على صدر لبنان هزمتهم كلهم وأنت في موقعك أميناً عاماً لهذا الحزب القوي ... ولولا أنت وحزبك وتوفيق الله لكما لكان جنوب لبنان كجولان سوريا حتى الآن ..... استقيل لكي ينتصر حزبك في هذه المعركة العصيبة ... استقيل وسنظل نتذكرك بأنك كنت الفارس المغوار الذي هزم إسرائيل هو وحزبه بعون الله دون أن يساعدهم أحد .. بل الجميع حتى حكومة دولتهم كانت ضدهم ... استقيل وسنتذكرك بكل خير وسنمحو من ذاكرتنا أخطائك كلها حتى ولو كانت كبيرة ... إنني أعلم علم اليقين أن هدفك كان نبيلاً .. ولكنك أخطأت في استخدام الوسيلة .. يا سيد حسن إن نبل الهدف لا يمكن أن يبرر خطأ الوسيلة اعتذر يا سيد حسن ثم استقيل وسنتذكر نبل هدفك وسننسى خطأ الوسيلة وفي النهاية هناك عبرة لابد أن نضعها جميعاً نصب أعيننا تتلخص في عدد بسيط من الكلمات يجب أن نحفظ تلك الكلمات عن ظهر قلب .. ويجب أن نطبقها تطبيقاً دقيقاً وصارماً ... لا تخطأ حتى لا يستغل عدوك خطأك في شن الهجوم عليك