الخميس، 15 يناير 2009

لست أدري

لست أدري .........

لست أدري بالضبط ما الذي دفعني إلى التفكير في اتخاذ قرار بعدم الكتابة على المدونة خلال فترة سفري للعمل بالخارج والتي بدأت من يوم 5/7/2009 .. قد يكون قراري هذا خاطئاً ... بل أنا على يقين أنه فعلاً كذلك ... ولكن الدافع ورائه قد .. أقول قد فقط .. قد يخفف من حدة خطئه ... أما الدافع فقد يكون إحساسي بالغربة أصلاً أثر علي نفسياً فأصبحت في خوف من أن ما سأكتبه لن يكون دقيقاً أو موضوعياً .. ويمكن أيضاً أن يكون الدافع درجة كراهيتي للغربة تلك الدرجة التي لم أكن أتوقعها بالمرة ... جعلتني أتقوقع حول نفسي ولا أحاول تشتيت ذهني أكثر مما هو مشتت وهو يحاول التأقلم على شيء – الغربة- لم يمر به من قبل ... الغريب أنني قبل سفري لم يكن في بالي أنني سأنقطع أصلاً عن المدونة وكنت أرتب وأخطط للموضوعات التي سأنشرها عليها بصفة دورية حتى أنني لم أنشر خبر سفري على المدونة لإحساسي أن سفري لم ولن يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على علاقتي بالمدونة ... ولكن يبدو أن تفكيري لم يكن في محله ... !!! وقد يكون انشغالي في العمل هو دافع من ضمن دوافع عدم قدرتي على التركيز في استكمال كتابة موضوعاتي على المدونة ... فدوام العمل الخاص بي يمتد ل 14 ساعة يومياً ولا توجد به أجازات أو عطلات حتى أيام الجمع والعطلات هي أيام عمل عادية بالنسبة لي ... فلك أن تتخيل فرد يعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى العاشرة مساءاً وأحياناً الحادية عشر مساءاً يومياً ماذا يتبقى ليعطيه للقلم ... والغريب أنني في الأيام والأسابيع الأولى من وجودي بالخارج وهي أحرج فترة على أي فرد يسافر للخارج لأول مرة .. خلال تلك الفترة كانت حالتي النفسية سيئة جداً ومتضايق ومخنوق وحاجات كثير كده .. أثناء الفترة دي جات في دماغي فكرة إني أكتب حاجة اسمها يوميات مغترب وأنشرها بصفة دورية على المدونة .. حاولت أن أمسك القلم والورقة واكتب (يوميات مغترب) .. ما قدرتش كانت حالتي النفسية لا تساعدني على الكتابة بل حتى لم تكن تساعدني على أن أتناول القلم والورقة .. احسست وقتها أن فعلاً ... الغربة مًرّة .. على فكرة لما كان واحد ييجي من السفر واروح اسلم عليه وأوقول له حمداً لله على سلامتك .. يقول يا أحمد نصيحة .. الغربة مٌرّة .. ومُرّة قوي كمان .. أقول له انت غلطان يستغرب .. ويقولي غلطان عشان اتغربت .. اعمل إيه يعني أكل العيش والحالة في مصر صعبه .. أقول له لأ انت مش غلطان عشان اتغربت .. انت غلطان عشان ما خدتش معاك سكر ...............!!!!!!!!!!!!!!! والغريب أنني أخذت معي وأنا مسافر من مصر كمية كبيرة من السكر وكمان الحلاوة الطحينية التي أعشقها بطريقة رهيبة .. إلا أنهما لم ينفعا في تخفيف مرارة الغربة التي شعرت بها خصوصاً في الأيام والأسابيع الأولى من غربتي .. فأيقنت عندها فعلاً أن الغربة مُرّة .. مش بس مُرّة .. دا مُرّة علقم ...... ولكن نعمل إيه في مصر ونظامها الحاكم بقى .. منهم لله هما اللي عملوا فينا كده .. ما علينا مش وقته الكلام ده الكلام ده هاييجي وقته بعدين إن شاء الله . الغريب أنني كنت قد كتبت اعتذاراً عن انقطاعي عن مدونتي الحبيبة خلال فترة سفري للعمل بالخارج إلا أنني لم أنشره على المدونة حتى الآن .. لست أدري أيضاً لما .. ربما للأسباب السابقة وربما أيضاً لأسباب غيرها ... ولكن اليوم فقط أدركت أن عدم نشري للاعتذار هو إحساسي بمرارته .. نعم مرارته .. فكيف ابتعد عن مدونتي الحبيبة وزوارها الكرام مدة قد تزيد عن العامين .. كيف هذا .. كان يتنازعني شعوران .. الكتابة .. وعدم الكتابة .. ولكن كان ينتابني دائماً شعور بأنني لابد وأن أكتب .. متى وكيف .. لست أدري !!! كان هناك شعور قوي لدي بأنني لابد وأن أكتب عن كل شيء .. نعم كل شيء وبالأخص فترة الغربة والابتعاد عن الوطن ... تلك التجربة التي أخوضها لأول مرة اليوم ...بل الآن فقط عاودت الكتابة بل للدقة عاودت النشر .. فأنا والحمد لله لم أنقطع عن الكتابة كليةً .. فكيف أمتنع عن شيء أعشقه لدرجة الإدمان فقد كانت تأتيني الفكرة وعلى الفور أجذب القلم من مكانه الساكن فيه وأتناول الورقة من عشها الهادئ .. وأكتب ... ياااااااااااااااااااااااااااااااه يا له من إحساس غاية في الجمال وشعور غاية في الروعة .. أن تكتب صحيح أن الكتابة غاية في الصعوبة .. إلا أن الكتابة في الغربة موضوع أصعب وأصعب بل أصعب ألف مرة من الكتابة وأنت في أحضان الوطن .. إلا أنه كان يجب أن أكتب لأشعر أنني مازلت حياً .. فها هي قصاصات الورق مبعثرة في غرفتي .. اليوم فقط حاولت أن ألملمها .. واليوم فقط أيضاً قررت أن أنشر هذه الكلمات التي كتبتها للتو .. فألف شكر يا عقلي الكريم الذي ظل ينبهني أنني لابد وأن أكتب وأنشر ما أكتب على المدونة مهما كانت الظروف وألف شكر يا قلبي العطوف الذي ظل يذكرني أنني لا بد وأن أكتب وأنشر ما أكتب على المدونة حتى أشعر أنني مازلت حياً وألف شكر يا غزة ... يا من حركِتِ فينا كل شيء .. نعم كل شيء نحو قول كلمة حق في زمن انقلبت فيه الموازين وأصبح الحق مشكوكاً في أحقيته وأصبح الباطل حقاً ليس ثمّة شك في أحقيته فألف شكر يا غزة ... الآن فقد دريت أن السبب الحقيقي لمعاودة الكتابة والنشر على المدونة هو أنتِ وألف شكر يا شهداء غزة ويا مجاهدي غزة ومقاومي غزة والصامدون في غزة وكل أهل غزة فأنتم جميعاً أشعلتم فينا روح القوة والعزة والصمود وأعدتم إحياء أشياء كانت قد قاربت من الموت كالنخوة والتضحية والإباء والكرامة والموت في سبيل الله أسمى أمانينا وألف شكر يا حكام العرب .. عفواً يا جبناء العرب ... جميعكم .. ألف شكر لأن جبنكم وخذيكم وعاركم ووقاحتكم جميعكم كانت كفيلة بأن تكشف زيف وجوهكم أمام شعوبكم .. فالآن أعلنت غزة وشهداؤها ومجاهدوها ومقاوموها والصامدون بها وجميع سكانها النتيجة وأصبح كل الحكام العرب والمسلمين كلهم بدون استثناء بل أضيف إليهم آخرين وأول هؤلاء الآخرين شيخ الأزهر وأمين عام جامعة الدول لعربية وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي على الرغم من عدم كونه عربي ... أليس بمسلم ... وغيرهم الكثيييييييييييييييير ......... كل هؤلاء أصبحوا راسبون عن جدارة منقطعة النظير واستحقاق تام في امتحان الكرامة والعزة والنخوة ... بل والرجولة ..............!!!!!!!!! وألف شكر يا هوجو شافيز ... الرجل الوحيد في أزمة غزة الذي أثبت رجولته في زمن ندر فيه عدد الرجال إن لم يكن انعدم .... وإن لي معك بإذن الله موضوعاً منفصلاً أحييك فيه على ما فعلته من طرد السفير الصهيوني من أرض بلادك ... ذلك الطرد الذي عجز عنه رجال عرب .. عفواً يطلقون على أنفسهم كلمة رجال..... وهم لا يستحقون أصلاً ولا حرف واحد من هذه الكلمة ...!!!! فعذراً ثم عذراً ثم عذراً يا زوار المدونة الكرام عن فترة ابتعادي عنكم ؛ وعذراً ثم عذراً ثم عذراً يا مدونتي الحبيبة عن ابتعادي عنكِ ؛ صحيح أن معدل النشر لن يكون كما كان في مصر ولكن بإذن الله تعالى أعدكم أنه لن ينقطع ... فعلى أمل العودة إلى مصر الحبيبة إن شاء الله تعالى ومعاودة النشر بالمعدل المعهود ومعاودة استكمال الحلم ... ومعاودة انتظار ذلك اليوم الذي سنجلس فيه معاً .. لا لكي نتفاخر ونتباهي ولكن لك ندرس ونتعلم ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه ؛ مرارة الهزيمة وآلامها ؛ وحلاوة النصر وآماله

هناك تعليق واحد:

أبو الفـــداء يقول...

واحشنا يا بني....

عامل إيه في الغربة...

14 ساعة شغل يا مفتري,...

شكلك هتخلص قبل ما تتجوز...

هههههه