الثلاثاء، 9 يونيو 2009

أيها المسلمون ... لقد أتاكم أوباما يعلمكم دينكم ...!!!

أيها المسلمون.. لقد أتاكم أوباما يعلمكم دينكم ...!! خطاب أوباما وزيارته للقاهرة بين الانبهار بالنموذج الأمريكي والتحليل الموضوعي ...
ألسنا بحق جاهلون كي ننتظر قدوم أوباما ليقول لنا أننا يجب علينا كمسلمين أن نتقي الله ونقول قولاً سديداً .. ألم نقرأ تلك الآية الكريمة مئات المرات ولم ننتبه إليها أمّا عندما يقولها أوباما ليخبرنا بها نفرح فرحاً شديداً ونصفق بحرارة ونصرخ بحمية ... ألسنا فعلاً جاهلون .!! تلك كانت مقدمتي البسيطة التي أردت بها أن أعلق على موضوع زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للقاهرة وإلقائه منها خطاباً موجهاً للعالم الإسلامي ... بل بالأحرى خطاباً يبين لهم جهلهم وتخلفهم ... ورغم ذلك صفق الجميع له ... ولم يحدث ولن يحدث جديد ... فالوضع سيظل مستقراً على ما هو عليه .... أردت أن أشير إلى مجموعة من النقاط : - اختيار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للقاهرة ليلقي منها خطابه للعالم الإسلامي كان اختياراً موفقاً من جميع الاتجاهات فالبلد لها تاريخ عريق على المستوى الثقافي والسياسي والديني والاجتماعي كما أنها الدولة العربية والإسلامية الأشهر التي تقيم علاقات سلام كاملة مع الصديق الصدوق لأمريكا إسرائيل كنموذج يُحتذى به بالنسبة لوجهة النظر الأمريكية في تطبيع جميع الدول الإسلامية مع إسرائيل على الرغم من خوضها العديد من الحروب ضد إسرائيل كما أن البلد تضم بين جنباتها الأزهر الشريف الذي من المفترض أن يحمل منارة التعليم الديني للعالم أجمع .. وتضم أيضا العديد من الآثار الإسلامية والقبطية والفرعونية .. كما أنها دولة لها ثقلها ووزنها عربيا وإسلامياً شاءت أم أبت فمتغيرات التاريخ والجغرافيا تفرض عليها ذلك ... - إذن لم تكن الزيارة موجهة لمصر بل مصر كانت وسيلة لأوباما امتطاها ليحقق ما أراد .. وقد كان ... فماذا كان يريد أوباما .. أوباما كان يريد ما يلي : · يريد أن يخبر العالم العربي والإسلامي أنه شخصياً مختلف عن سلفه المدعو بوش الذي كان مكروهاً من كل العرب والمسلمين .. وقد تحقق له ذلك بل وأكثر من ذلك ونال من الغزل العفيف والصريح وكلمات الإطراء والثناء ما يملئ عشرات الكتب .... مصلحة شخصية . · يريد أن يخلق صورة ذهنية جديدة لأمريكا لدى العرب والمسلمين ... صورة فحواها أن أمريكا ليست إمبراطورية الشر .. بل هي الدولة الداعية للخير والعدل والإخاء والمساواة وأن ما حدث في فترات حكم سابقة كان استثناءاً وليس قاعدة ... مصلحة عامة . · يريد أن يأسر قلوب الشعوب .. ففي كلمته تجاوز كل أنظمة الحكم العربية والإسلامية .. لقد خاطب الشعوب وأسر قلبها ومشاعرها وحرك أفكارها أما الأنظمة الحاكمة فقد ألقاها وراء ظهره .. وقد تحقق له أن ألتف حوله العديد من أفراد الشعوب العربية والإسلامية .. مصلحة شخصية وعامة . · كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية يريد أن يحقق مصالح أمريكا ومصالحها فقط ... كأي رئيس محترم لدولة محترمة ... لذا فقد وضع مصلحة أمريكا كهدف أساسي من وراء خطابه مستخدماً أسلوب القوة الناعمة والتعبيرات المرنة المحببة للآذان والقلوب بدلاً من أسلوب القوة الضاغطة أو التعبيرات الخشنة التي تنفر منها قلوب وآذان المستمعين كسلفه بوش .. ذلك الرئيس الأمريكي الذي كان يدير العالم بالذراع وكانت قدراته العقلية مشكوك فيها للقاصي والداني .. وقد تحقق له ذلك .. مصلحة عامة . · إن أوباما أو بوش الابن أو الأب أو كلينتون أو من سبقهم أومن سيأتي بعدهم لديهم أهداف مشتركة وهدفهم الأول هو مصلحة أمريكا كدولة قوية يريدون أن تظل قوية فهدفهم واحد ولكن وسيلتهم مختلفة .. أما الدول العربية والإسلامية فأنظمتها الحاكمة أيضاً هدفها واحد هو المحافظة على الكرسي ... ومصلحة الشعب ومصلحة الدولة تأتي في المرتبة التالية أو بالأحرى تقع في تلك المساحة من الأرض التي يدهسها نعل الحذاء الخاص بمن يجلس على هذا الكرسي - لابد أن يعي الجميع أن بوش كان استثناءاً من حيث طريقة إدارته للأزمات أو خطاباته الغبية التي كانت تتسم بالغشم والجهل والغلظة وحيث أن الاستثناء لا يصنع قاعدة ... وأن ما يأتي بعد الاستثناء لابد وأن يكون مختلف .. لذا فإننا يجب أن نقيّم الأمور وفقاً لهذا المقياس ... - لقد اتضح جداً أن هناك فارق بين خطابات أوباما عن سابقه بوش ليس فقط لأن أوباما مختلف عن بوش أو أفضل منه أو يحب العرب والمسلمين أكثر من سلفه كما يُخيّل للبعض ذلك.. ولكن السبب الأكبر أن آذان العرب والمسلمين قد اعتادت لمدة ثماني سنوات متتالية على كلمات بوش اللاذعة وتعبيراته المقذذة وأسلوبه الفظ الغليظ وعدم حنكتة في إدارة الأمور .. فآذان اعتادت ثماني سنوات على لفظ مفجع كالحروب الصليبية وعلى إهانات مستمرة لقادتها وحكامها بل وفي بعض الأحيان لها شخصياً ولقضاياها العادلة تجد من يقول في أول كلمة يوجهها إليها السلام عليكم باللغة العربية لابد أن تنبهر وتتهلل أساريرها ...!!! - استغربت جداً للعديد من التحليلات التي تلت الخطاب ... فقد قال أحدهم : إنه خطاب تاريخي لابد أن تتوقف عنده عجلة الزمن.. وقال آخر إنه وثيقة تاريخية ستضاف إلى كتب التاريخ وتصبح مرجعية نرجع لها ونقول أنه في 4 يونية 2009 أوباما قال كذا .. وقال آخر إنها زيارة تاريخية لقاهرة المُعزّ ... وقال آخر كذا .. وزاد آخر كذا ... ما هذا الهراء ...أي مما سبق لم يكن تحليلاً موضوعياً لا للزيارة ولا للخطاب لقد كانت تعبيرات مجموعة مراهقين منبهرين بالنموذج الأمريكي وأنبهروا أكثر برئيس أمريكي ذو كاريزما جديدة وأسلوب مختلف وذو ثقافة متميزة ... ولعلهم أيضاً أول مرة يحضروا لقاء لأي رئيس أمريكي ولعلهم انبهرو جداً بكيفية دخوله القاعة وبتحيته لهم وبحركاته ووقفاته وكلماته التي قالها في الخطاب والتي تم اختيارها بعناية فائقة ... كل هذه الأشياء التي يقف خلفها جيش من الخبراء المتخصصين في تلك الأمور .. على عكس ما يحدث في بلادنا التي تدار فيها تلك الأمور وغيرها الكثير بالفهلوة والجدعنة وأحيانا بالدراع .!!! يجب أن يكون التحليل موضوع وعقلاني غير متأثر مثلاً بجمال الكرافتة التي كان يرتديها الرئيس الأمريكي أثناء إلقائه للخطاب بل إنّ من الغرائب أن تجد أحد المحللين الذين استضافهم أحد البرامج ليحلل الخطاب تجده يصب كل تحليله على إبداء مدى إعجابه برشاقة أوباما وهو يصعد درجات سلم القصر الجمهوري ليسلّم على الرئيس المصري ...!!! - إن هذا التصفيق الحاد والصراخ الذي علت به القاعة بعد كل جملة أو جملتين يقولهما الرئيس الأمريكي أو استشهاده بإحدى آيات القرآن الكريم كان شيئاً غريباً جداً ومثيراً للاشمئزاز وإن دلّ على شيء فهو يدل على مدى الضعف الذي أصابنا ... لقد ضعفت علاقتنا بديننا الحنيف وقرآننا الكريم للدرجة التي أصبحنا ننبهر بأي شيء إيجابي يقوله شخص أجنبي عن ديننا أو يستشهد بآية كريمة من آيات الذكر الحكيم في حين أننا من المفترض أننا نعرف هذا الشيء الإيجابي تماماً وأننا نحفظ كل هذه الآيات الكريمة عن ظهر قلب .. المفترض ذلك طبعاً.. فما الداعي لأن نصفق ونصرخ ونصفر حين يقول قائل أن الإسلام يدعو للتسامح والعدل والمساواة وأن الأزهر حمل مشاعل النور للعالم أجمع وأن التاريخ الإسلامي حافل بالعديد من المواقف التي تبرهن على فضل الإسلام على العالم أجمع ... فهل القائل أتى بجديد أو أخبرنا بشيء لم نعلمه ... أم أننا في حاجة ماسة لمن يقول لنا أن القرآن الكريم يرشدنا لأن نتقي الله ونقول قولاً سديداً ... - لقد فرحت العديد من الشخصيات التي حضرت الخطاب بالدعوات التي تلقتها وفرحوا أكثر برؤية الرئيس الأمريكي وجهاً لوجه فرحوا فانبهروا فانطلقت الكلمات من ألسنتهم تترا متأثرة بحالة النشوة التي عاشوها لدقائق في حضرة رئيس أكبر دولة في العالم . - لا يخفى على الجميع أن تحليلات الخطاب تأثرت جداً بنمط شخصية الرئيس في الولايات المتحدة حيث تُسلّط عليه أضواء الإعلام ويصبح هو محط أنظار مختلف وسائله كما أن اوباما نفسه ونشأته وقصة حياته ووصوله إلى هذا المنصب الهام .. قصة مثيرة كقصص الأفلام السينمائية التي تأسر لقلوب وتجعلها تتعاطف معها أو على الأقل تنجذب إليها .. وتتفاعل مع كل ما تقوله أو تفعله . - إن آذان العرب والمسلمين التي ملّت من خطابات ركيكة ضعيفة الصياغة بعيدة عن الواقع متدنية في طريقة إلقائها .. يلقيها حكامهم عليهم وكأنهم ينتظرون اللحظة التي ينتهون فيها من إلقاء هذا الحمل الثقيل من على كاهلهم .... خطابات لا لون لها ولا طعم ولا رائحة تصدر من حكام جلسوا على كراسي الحكم عشرات السنين زوراً وتزويراً حتى أدمنوا الجلوس على تلك الكراسي .. تلك الآذان كانت في أشدّ الاشتياق إلى نمط جديد من الخطابات التي تخاطبهم بحرفية وتخطب ودهم وتشعرهم بأهمية عقولهم وتذكرهم بتاريخهم المشرّف الذي نسوه تصدر من أناس مختلفي الشخصية والهوية والنمط عن أولائك الرؤساء والحكام الذين ملّت منهم عيون وآذان تلك الشعوب منذ عشرات السنين .. ولقد كان أوباما ذلك الرئيس ذو النمط الجديد وذو قصة الكفاح والنجاح ومواجهة التحديات وخطابه المميز ذو اللغة الجديدة والتعبيرات والعبارات والجمل التي لم تكن مألوفة لهذه الآذان التي كانت قد قاربت على الصدأ من كثرة الخطابات النمطية التي تسمعها نهار مساء من حكامها ورؤسائها الأشاوس . - إنه مجرد خطاب لكنه يدل على اختلاف بين أسلوب الرئيس الحالي عن السابق وأن فيه عدد من الإيجابيات ولكنه مجرد خطاب ... هذا أولاً وثانياً أن هذه وجهة نظره .. فما هي وجهة نظرنا ...........!!! ههههههههههههههههههههههههههههههههههه بكل بساطة العرب والمسلمين لا وجهة نظر لهم .. فهم ليسوا بصانعي سياسة بل متلقيها ... ومنفذيها .. ينتظرون قدوم التعليمات ليجتهدوا في تنفيذها .... فهذه هي وظيفتهم الحالية ... مجرد تنفيذيين ... - إن العرب والمسلمين بلغ بهم الضعف مبلغاً للدرجة التي أصبحوا ينتظرون أي شخص يأتي ويقول لهم كلمة تجبر بخاطرهم أو تلمح لحق من حقوقهم المهدرة حتى لو في سبيل استرداد جزء من حق واحد فقط من هذه الحقوق المهدرة أضاعوا وتنازلوا عن الكثير من الحقوق الأخرى ... - إن الإخاء والمساواة والعدل وتعليم المرأة والحرية كلها أشياء نادى بها الإسلام الحنيف ... بل وفرضها علينا للقيام بها وبواجباتها فلماذا الانبهار بإشارة أوباما لها في حين أننا كان يجب علينا كمسلمين أول من ينادي بها ..........!!!!!!!!! لماذا نحن العرب والمسلمين ننتظر حتى يأتي أحد من الغرب يقول لنا أننا يجب أن نطبق مبادئ حقوق الإنسان .. وننتظر إلى أن يأتي أحد من الغرب يقول لنا أننا يجب أن نهتم بتعليم المرأة .. وأننا يجب علينا أن تتسم انتخاباتنا بالنزاهة وقوانيننا بالعدل و .... و ... و .... لماذا ننتظر على الرغم من أننا يجب علينا أن نكون أول المتبنين لهذه المبادئ والقيم .... لقد تم اختطاف الشعوب العربية والإسلامية من قِبل حفنة من الحكام الظالمين الفاسدين ... وبتخطيط ومساندة ودعم من الدول الكبرى في العالم .. ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية بالطبع .... إنها حلقة مفرغة .. وعلاقات متشابكة بالغة التعقيد .. فأمريكا في الوقت الذي تؤيد فيه العديد من الحكام الديكتاتوريين العرب والمسلمين لأنهم ببساطة يحققون مصالحها تنادي بإرساء الديمقراطية ... إنها لعبة ليس هناك مجال لتناولها الآن ... ولكن وددت فقط أن أشير إليها حتى تكتمل الصورة بقدر الإمكان ... - إن أوباما لم يوجه خطابه للعالم الإسلامي ليقول لهم هذه يدي فأين أياديكم .. بل قال لهم هذه يدي وهذه سياستي فلتنفذوها لأنه ببساطة أنتم لا قيمة لكم في هذا العالم ولا دخل لكم في صنع سياساته .. أنتم تنفيذيون ليس إلا .... - لم أتطرق إلى النقاط التي أشار إليها أوباما في الخطاب لأنها عبارة عن نقاط وأطر عامة وهو في خطابه قال ذلك أن هذا الخطاب ليس روشتة من سيقوم بصرفها سيعالج من جميع الأمراض التي يعاني منها إنما هي وجهة نظره .... فالخطاب لم يركز على شيء ملموس محدد المعالم من حيث الزمان والمكان .. إنما كان كلاماً عاماً يتناسب مع الغرض الأساسي منه وهو كما قلنا سابقاً خلق صورة ذهنية لأمريكا لدى شعوب العالم الإسلامي .... وليس الأنظمة ...!!! وقد كان ... فالجميع قد خرج بعد الخطاب منبهرين بأمريكا ورئيسها أوباما ويتحدثون عن مدى جمال أمريكا ومدى عظمتها وقوتها وتحررها ومدى سماحة الرئيس الأمريكي وطيبة قلبه ومدى الود الذي يتمتع به بل قال البعض أنه يبدو أنه عاد للإسلام ولكن لا يريد أن يعلن ذلك ..........!!! - إنه باختصار خطاب تم صياغته بطريقة متميزة واحترافية تناسب الغرض منه وقد نجح في دغدغة مشاعر العرب والمسلمين عن طريق استشهاده بآيات من القرآن الكريم والحديث عن القدس والمستوطنات ومعاناة الفلسطينيين وإعادة تذكير المسلمين بتاريخهم المجيد الذي نسوه أو تناسوه .. كان يجب على من يحلل الخطاب أن يحلله في هذا الإطار ... لا في أطر أخرى هي أبعد ما تكون عن الموضوعية والعقلانية في تحليل الأمور . - ولكن ...وبنظرة داخلية لنا نحن المسلمون .. هل نحن مسلمون حقاً .. هل دولنا دول إسلامية .. أم أننا مسلمو بطاقات ودولنا تُسمى مجازاً دولاً إسلامية اعتماداً على هويات شعوبها .... إننا جميعاً وبدون استثناء – إلا من رحم ربي سبحانه وتعالى – بعيدون كل البعد عن الإسلام الصحيح دولاً وحكومات وشعوباً .... إنها حالة من اللامعقول ... فالآخر يخطابنا على أننا مسلمون ودولنا دول إسلامية مع أننا جميعاً أبعد ما نكون عن الإسلام ومبادئه وأخلاقه وأركانه ...... وهذا موضوع جد خطير وذو تفريعات كثيرة جداً يحتاج إلى العديد من الكتابات لتناوله وهو أشد الموضوعات خطورة وأهمية من وجهة نظري في هذا الشأن .. فالعالم الإسلامي انقسم بين أنظمة حكم علمانية بصورة مطلقة طلقت الإسلام ومبادئه طلاقاً بائناً ونظم حكم أخرى لم تأخذ من الإسلام إلا طاعة الحاكم أو ولي الأمر وعدم الاعتراض عليه مهما فعل ونظم حكم أخرى رقصت على الدرجات الوسطى من السلم أخذت من الإسلام بعض القشور والمظاهر وتركت جوهره ولبابه .... وجماعات تفرقت في الأرض تقتل وتفجر بإسم الإسلام ... وجماعات أخرى تجاهد في سبيل الله وتقاوم المحتلين الغاصبين ولكن شُوهت صورتها واستغل أعدائها بعض أخطائها ليبرهنوا على وجهات نظرهم تجاهها ... وجماعات ثالثة انعزلت عن الواقع وأصبح كل همّها ووظيفتها في هذه الدنيا إقامة الموالد وحلقات الذكر البالغة الغرابة بحجة أن هذه هي الصوفية التي تحقق للنفس الدرجة العليا من الصفاء والسمو ... وشعوب بعدت عن صحيح الدين إما تطرفاً وتشدداً وإما تفريطاً وتميّعاً وبين هذا وذاك منظمات وهيئات تحارب الدين بشتى الطرق وتحت العديد من المسميات ..... إن حالة الدول الإسلامية خليط من كل ما سبق ... خليط غريب يجبر كل من يتناوله بالتحليل أن يخلص إلى القول بأن حالة الدول الإسلامية حالة يُرثى لها ... إنها بلا شك حالة مزرية .... ويُحسب لأوباما أنه تجاوز ذلك كله بمخاطبة شعوب تلك الدول بخطابه هذا وبكلماته وعباراته التي أُختيرت بعناية لتلقى رد فعل إيجابي من قِبل تلك الشعوب .. أما أنظمة الحكم الخاصة بهذه الدول فلها الغرف المغلقة التي سيتم فيها طبخ وطهي كل شيء تريده أمريكا والغرب على نار هادئة ولا بأس في بعض الأوقات من رفع درجة حرارة تلك النار لتنضج بعض الأشياء بسرعة وفي مقابل أن يحافظ كل نظام حاكم على كراسيه ومناصبه عليه أن يقدّم كل ما يُطلب منه من متطلبات لطهي تلك الوجبات الدسمة منها وغير الدسمة ....!!!! لقد نجح أوباما في أسر قلوب الشعوب وإحراج أنظمة الحكم ... لينال بذلك من أنظمة الحكم ما يريد وليظهر أمام الشعوب بأنه الناصح لها المخلص في حبها ذو الرأي السديد الذي يتوافق مع مصلحتها وليجعل أيضاً من هذه الشعوب أدوات في يده يحركها حينما يشاء ضد هذه الأنظمة الحاكمة لينجح في النهاية في جعلها أداة من أدوات الضغط التي يجيد التلاعب بها كيفما شاء ضد أي نظام حاكم يخرج عن طوعه .. أما الإسلام ومبادئه وأركانه ... فليتم محاصرته في المساجد ... وأما الدولة الإسلامية حقاً (نظام حاكم عادل مبادئ حكمه مستمدة من مبادئ الإسلام العادلة وأركانه القوية وشعب مسلم حقاً قلباً وقالباً ظاهراً وباطناً) ذلك النموذج الذي يبدو في الوقت الحالي صعب التحقق بعيد المنال فسيصبح مع مرور الأيام ضرباً من الخيال ولربما احتل المرتبة الخامسة من مراتب الاستحالة الأربعة ........ .!!! - قبل النهاية .... أنا على يقين أن ولاية أوباما الأولى ستنتهي والثانية إن أُعيد انتخابه ستنتهي هي الأخرى ... وستبقى القضية الفلسطينية بدون حل .. وسيبقى العرب والمسلمين على حالهم من الضعف والتشرذم والضياع ... وسيبقى الحكام العرب والمسلمين وأنظمتهم الحاكمة كما هي دون أي تغيير يُذكر اللهمّ إن كان قد توفي أحد هؤلاء الحكام وقبل أن يتوفى عيّن ابنه خلفاً له... وسيبقى عمرو موسى أميناً عاماً لأفشل جامعة على مستوى العالم ... المسماه مجازاً بجامعة الدول العربية .. وستنجح منظمة المؤتمر الإسلامي في المحافظة على فشلها الكبير بكل جدارة ........!!! - وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ... كذلك فإن أوباما لن ينقذ العرب والمسلمين من عثرتهم .. ولن يحرر المسجد الأقصى المبارك من دنس اليهود الغاصبين بينما نحن قد امتلأت أكراشنا بالهوت دوج والهمبورجر والبيبسي كولا ... .!!!

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

19 مايو 2009 ............

19 مايو 2009 ...............
تاريخ هام جداً ليس بالنسبة لي فقط بل أيضاً بالنسبة لرجال هم من خيرة رجال مصر ... قررت أن أكتب عنه ... إنه التاريخ الذي ذهب فيه مؤسسوا حزب الوسط إلى لجنة شئون الأحزاب بمجلس الشورى بشارع قصر العيني بقاهرة المعز في تمام الساعة العاشرة صباحاً .. ذهبوا لتقديم أوراق الحزب إلى لجنة شئون الأحزاب رغبةً منهم في نيل الترخيص اللازم لتأسيس الحزب ... عندما وصلتني رسالة عبر هاتفي المحمول من أخي الأكبر المهندس الفاضل / حسام خلف مساء الاثنين 18 مايو 2009 تفيد بأن الحزب سيتقدم بأوراقه غداً الثلاثاء 19 مايو 2009 للجنة شئون الأحزاب .. كدت أطير من الفرح .. ولم أعرف ماذا أفعل .. لقد ملئت السعادة قلبي وكنت في غاية النشوة مع أن الموضوع لسه في أوله ولسه قدامنا طريق طويل .. إلا أنني لم أفكر في أي سنتيمتر واحد من ذلك الطريق الطويل .. فكرت فقط في تلك اللحظة ... في لحظة تقديم الأوراق .. فكرت في كم التعب والإرهاق وضغط الأعصاب الذي تحمله كل أعضاء الحزب بصفة عامة و الأفاضل أعضاء اللجنة التنفيذية بصفة خاصة ... وبصفة خاصة لأنهم فعلاً هم من تحملوا العبء الأكبر في خوض غمار العديد من الأمور الشاقة والمرهقة لتجهيز الأوراق والتوكيلات وكل ما يلزم لإتمام عملية التقديم على خير وجه .. وحتى لا يكون للحكومة المصرية أي حجة .. فتقديم الأوراق ذلك الحدث الذي تم صباح يوم الثلاثاء 19 مايو لم يكن نتاج عمل أو تعب يوم أو يومين أو شهر أو شهرين سبقوا ذلك التاريخ فقط إنما نتاج عمل دءوب ومخلص وشاق لأناس وهبوا أنفسهم لخدمة الحزب وأفكاره العظيمة التي ينادي بها .. عمل دءوب مستمر بدء منذ العديد من السنوات لم يأتي إليّ النوم هذه الليلة إلا متقطعاً ..صحوت من نومي في غاية السرور وهو أمر نادر الحدوث وأنا في غربتي بعيداً عن الأسرة والأهل الوطن ولم أكن أدري أن الغربة تترك في النفس مثل هذه الآثار الجمّة .. المهم ... أمسكت هاتفي المحمول وهاتفت الأخ الأكبر المهندس الفاضل / أبو العلا ماضي .. كنا في حوالي التاسعة والنصف صباحاً أو التاسعة وأربعون دقيقة بالضبط .. فرحت جداً بالحديث معه ... أخبرته أن نفسي تتوق لتواجدي معهم ذلك اليوم ... أخبرني أنهم في طريقهم للجنة شئون الأحزاب ... كادت الدموع تفر من عيني .. وختم المكالمة بشكره لي على ذلك الاهتمام .. وختمت المكالمة بالدعاء للحزب بالتوفيق... وانتهت المكالمة ولم تنتهي أحاسيسي المنتفضة المتأثرة بذلك الحدث الهام جداً على الأقل بالنسبة لي .. أنا لا أبالغ .. كما أنني لست متهوراً .. إنما أنا مؤمن .. مؤمن بهذا الحزب الذي أراه بعون الله تعالى وتوفيقه لنا أراه حزباً قادراً على تغيير وجه مصر إلى الأفضل كثيراً إن شاء الله تعالى .... لا لشيء سوى لأنه حزب استقى أفكاره من المبادئ السامية التي جاء بها دين الله الحنيف .. ورجاله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه كنت أود أن أكون في مصر ذلك اليوم .. كنت أود أن أحمل ولو ورقة واحدة من أوراق التقديم الخاصة بهذا الحزب .. كنت أود أن أشارك في هذا اليوم بأي مشاركة أو بأي طريقة .. ولكن شاء الله سبحانه وتعالى لي أن أكون في ذلك اليوم خارج البلاد ... فقدّر الله وما شاء فعل .. وعسى أن يكون ذلك خيراً لأظل متعلقاً نفسياً ومعنوياً بهذا الحدث الهام وبذلك اليوم المُميز موضوعي هذا ليس عن حزب الوسط ولا عن تاريخه ولا عن أهدافه ومبادئه وطموحاته ... فلو كنت أنوي الكتابة عن الحزب لكان ذلك عبر موضوعاً كبيراً بل موضوعات عدة للأسف لست مؤهلاً لا نفسياً ولا معنوياً للكتابة عنها الآن خصوصاً وأنا خارج حدود الوطن .. و لن أخوض في سرد أحداث وقوف الحكومة المصرية ضد الحزب منذ عام 1996 وهو العام الذي بدأت فكرة الحزب فيه بالظهور وحتى الآن ؛ ولن أحكي عن وقائع تربص الحكومة بالحزب ورفضها الدائم والمستمر له ولا عن رفضها منح الحزب حق من حقوقه البديهية له والمتمثل في الحصول على التصريح الرسمي بممارسة العمل السياسي ... فليس هذا وقته ولا مجاله ولكن ووددت فقط أن أحفر هذا التاريخ في ذاكرة الوطن الثلاثاء 24 جمادي الأولى لعام 1430 هـ الموافق 19 مايو 2009 م هو موعد تقديم حزب الوسط لأوراقه كاملةً إلى لجنة شئون الأحزاب في مصر ... فلنتذكر جميعاّ ذلك التاريخ .... أتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودنا بالنجاح هذه المرة إنه ولي ذلك والقادر عليه

وفاة الحفيد ... عزاء واجب ووقفات وعظات وعبر

وفاة الحفيد ... عزاء واجب ووقفات وعظات وعبر
كلامي هذا عن حادث وفاة حفيد السيد الرئيس / محمد حسني مبارك ... محمد علاء حسني مبارك ... عزاء واجب ... أتقدم أنا المواطن / أحمد يونس بعزاء واجب للسيد الرئيس / محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية بخالص العزاء في وفاة حفيده / محمد علاء محمد حسني مبارك ... رحم الله الفقيد وألهم أهله وآله الصبر والسلوان ... آمين يا رب العالمين .. رحم الله جميع موتى المسلمين وأسكنهم فسيح جناته وألهم آلهم وأهلهم الصبر والسلوان ... على الرغم من معارضتي للنظام الحاكم في مصر وعلى رأسه السيد الرئيس .. إلا أن المعارضة شيء وتقديمي لواجب العزاء شيء آخر فالسيد الرئيس علاوة على كونه رئيساً لمصر شئنا أم أبينا إلا أنه في الأول وفي الآخر مواطن مصري يجب أن نشاركه أحزانه وأطراحه الشخصية فعند حدوث المصيبة يجب أن ننحي اختلافنا وخلافاتنا جانباً ... فأصعب شيء في الدنيا أن تفقد أحد أحبائك ... فالرئيس أو الملك أو الأمير أو الحاكم .. في النهاية إنسان .. يحزن ويفرح ... يُسرّ ويُغمّ ... ويتغير حاله في اليوم الواحد أكثر من مرة إنه إنسان يفرح عندما يرزقه الله سبحانه وتعالى بالولد .. ويحزن إذا أصابته مصيبة الموت ... من هذا المنطلق كان على كل واحد منا أن يتقدم بواجب العزاء لأي شخص يعرفه تعرض لذات الموقف .. ولكون الرئيس معروفاً من جميع المصريين فكان من الواجب أن يعزيه المصريين ... وقد كان ... أما الصبي فقد توفاه الله عزّ وجلّ ونسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة ودخول الجنة ونسأل لأسرته الصبر والسلوان .. أقول هذا بكل صدق ودون أي مجاملة أو نفاق أو أي شيء آخر . وقفات ... إن هذا الموقف نتج عنه ردود فعل عديدة ومختلفة ومتنوعة ... رغم تنوعها إلا أنها كانت تصب في اتجاه واحد .... حاولت جهدي أن أشير إلى هذه الوقفات فكان التالي : - بدايةً لا أخفي عليكم أنني ترددت كثيراً في كتابتي حول هذا الموضوع وما رافقه خشية أن يُحمل كلامي على محمل غير الذي قصدته ... ولكنني قررت الكتابة لأنني توصلت إلى القناعة أن الكتابة في أي موضوع أفضل ألف مرة من إلقاء القلم وتقطيع الورقة وكأن شيئاً لم يحدث ... - لقد شعرت بالاستياء من العديد من المظاهر التي واكبت حادث وفاة حفيد الرئيس التي كان الكثير منها خليط من النفاق والرياء وخلط الأوراق السياسية بالأمور الشخصية واستغلالها أسوأ استغلال ممكن للترويج لأمور سياسية معينة وعدم حنكة إعلامية في مواجهة الموقف وتخبط واضطراب لا داعي له مع أن الأمر في منتهى البساطة بالنسبة لطريقة معالجته ..... - شهد التعامل مع الموقف في الساعات الأولى تخبط من وسائل الإعلام المختلفة فكانوا بين أمرين هل يستمروا في برامجهم كالمعتاد أم يعلنوا الحداد وإن أعلنوه هل سيعلنوه ثلاثة أيام أم يوماً واحداً أم ماذا يفعلون .. عن نفسي شاهدت صورة غير واضحة المعالم على شاشات مختلف القنوات المصرية في الساعات الأولى منذ معرفة خبر الوفاة ثم بعد ذلك ردود فعل مبالغ فيها رافقها عيوب خطيرة في طريقة المعالجة من حيث الكم والكيف .. - تلفزيون القطاع الخاص ... المحور ودريم والحياة وغيرهم .. كان رد فعلهم مبالغ فيه جداً تمثل في وضع صورة حفيد الرئيس وإذاعة القرآن الكريم بشكل متواصل بل إن بعض المحطات على ما أتذكر المحور فتحت باب الاتصالات الهاتفية ... عارف ليه لم يكن الهدف تلقي واجب العزاء أو مشاركة الرئيس وأسرته أحزانهم .. بل كان الهدف استغلال الموقف أسوأ استغلال ممكن من الناحية السياسية واستضافت المحطات المحليين والسياسيين والمنافقين عياناً بياناً والمنافقين من تحت لتحت كلهم استغلوا هذا الحدث المحزن استغلال سيء فالبعض يقول إن الشعب المصري أظهر مدى حبه للرئيس اليوم إنهم يردون على المعارضة بأن قالوا كلمتهم اليوم بأنهم فداء الرئيس....!!! والبعض الآخر قال إنه أين الناس الذين يقولون لا ديمقراطية في مصر .. فالشعب أعلن اليوم أنهم مع الرئيس قلباً وقالباً وكل شيء وان مصر هي مهد الديمقراطية ...!!!! والبعض كاد يقول إن الشعب قال اليوم كلمته وانتخب الرئيس رئيساً مدى الحياة .. استغلال سيء لحادث جلل .. وهل أصعب على النفس من فقدان أحد أحبائها ... لقد استأت جداً من هذه المعالجة الإعلامية سواء كانت مقصودة أو مفروضة أو غير مقصودة أو الغرض منها تحقيق أغراض شخصية أو حزبية ... - فوجئت أيضا بأن القنوات عندما عادت لبرامجها العادية حولت موضوعات البرامج إلى موضوعات ترتبط بالحدث ... فبرنامج ديني أخذ يتكلم الحاضرين فيه عن وفاة الأطفال وهل يُحاسبوا يوم القيامة أم لا وهل يدخلون الجنة بدون حساب أم لا وواجب الأسرة في حالة حدوث وفاة أحد أطفالها وبرنامج اجتماعي أخذ يتكلم عن كيف تتعامل الأسرة مع حادث مثل هذا وكيف تتعايش معه وبرنامج سياسي أخذ يتكلم باستفاضة عن تأثيرات الوفاة على النواحي السياسية حيث تم تأجيل زيارة السيد الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى أجل غير مسمى .. حتى إن إحداهن كتبت مقالاً بعنوان اتركوه يحزن وتم استضافتها على الهاتف في البرنامج المسمى بالعاشرة مساءاً على قناة دريم وأعتقد إن اسمها لميس الحديدي ... كانت متشنجة جداً وعصبية جداً وقالت لازم نسيب الريس يحزن وإنّ الناس في بلاد بره اللي سيادتها عارفاهم كويس بيحزنوا لو مات عندهم قطة أو كلب .. عادي جدا إن الريس يؤجّل زيارته للولايات المتحدة الأمريكية وإن الناس علقت على مقال لها ذكرت فيه ذلك بقولها أن احنا بنقول للريس خليك معانا يا ريس احنا نداوي جرحك ونشاركك حزنك ... وإن ده تصرف عادي من الريس وده مش تفريط في مصالح الدولة وانها وانها وانها ... انتهى كلام الإعلامية الفذة ... الغريب جداً بقى إن ما حدش كتب ولا قال ربع كلمة في هذا الموضوع وكل لناس مؤيدين ومعارضين لم يعلقوا لا من قريب ولا من بعيد على تأجيل الزيارة فهذا شيء مفهوم جداً جداً جداً وعادي خالص بس الظاهر هيا كانت عاوزه تصور إن فيه حرب وإن الجماعة بتوع المعارضة وحشين ومافيش في قلوبهم ذرة رحمة ... تشنج وعصبية وهجوم على أشياء هلامية لا أساس لها ... مش عارف ليه .. يُخيّل إليّ أن العديد من الناس انتهزوها فرصة ليرتقوا سلمة أخرى من سلالم الشهرة ..!!! - إن الحادثة كانت فرصة طيبة لنتعرف على أن القنوات الفضائية لديها رصيد كبير ومتميز من تلاوات للقرآن الكريم بأصوات شيوخ أجلّاء وكذلك أدعية وأناشيد دينية نادرة لم نكن لنسمعها إلا في مثل تلك المواقف والأحداث .. خُيّل إلى أن اسطوانات تلك التلاوات القرآنية العطرة والأدعية الدينية الكريمة قد زحف عليها الصدأ من تركها مهملة على الأرفف في قنواتنا الفضائية الزاخرة بأغاني هابطة سوقية وأفلام عارية وشبه عارية محفوظة على اسطوانات غير قابلة للصدأ وموضوعة في أرفف مخصوصة لحمايتها من أي ذرة من ذرات التراب خوفاً عليها وكيف لا وهي قد أصبحت في زماننا الحالي ثروة قومية لابد من الحفاظ عليها .....!!!! - خُيّل إليّ في بعض لحظات متابعتي للقنوات المصرية أننا نعيش في مملكة وليست جمهورية رئاسية .... لا أدري هل هذا التخيل وصل إلى أحد آخر أم لا . - أنا هنا ومن خلالي كلامي في هذا الموضوع لست بصدد تحليله تحليلاً كاملاً.. ولكن أرى وباختصار شديد أنه كان من المفترض أن يتم إعلان خبر الوفاة والتعقيب عليه بعزاء مختصر فقط على أن يُذاع ذلك في نشرات أخبار ذلك اليوم فقط لا أكثر ولا أقل ... فالمتوفى ليس بشخصية رسمية في الدولة إنما هو حفيد السيد الرئيس ... فهذا حادث شخصي للسيد الرئيس خاص به وبأسرته وليس أمراً عاماً من أمور الدولة العامة ... وإلا لماذا لم يهتم تلفزيون الدولة بأمر شخصي آخر من أمور السيد الرئيس وأسرته والذي كان متمثلاً في حفل زواج السيد جمال مبارك الذي تم منذ عدة أشهر .....!!! فلو كانت حجة هؤلاء أن التلفزيون وكذلك الشعب يجب أن يشاطروا الرئيس أحزانه وأطراحه ... فكان من باب أولى أن يشارك التلفزيون والشعب السيد الرئيس أفراحه وأوقات سروره وسعادته... وهل هناك فرح وسرور وسعادة أكبر من حفل زواج الابن البكر للسيد الرئيس .........!! - كنت أتمنى أن تكون المعالجة الإعلامية والرسمية للموضوع تتسم بالرصانة والحكمة والموضوعية .. ولكن أمنيتي ضاعت هباءاً فتذكرت أن هذه هي مصر ....!! عظات وعبر : - كفى بالموت واعظاً ... ومن لم يتعظ بالموت فالنار أولى به .. فهذا هو الموت الذي لا يفرّق بين حاكم ومحكوم ... بين صغير و كبير .. بين رجل وامرأة .. بين أبيض وأسود ...بين رئيس ومرؤوس ... هذا هو الموت الذي هو أقرب إلينا مما نتخيل .. هل فكر أحد منا في الموت .. هل فكر أنه سيأتي عليه يوم لن يكون له غداً بالنسبة له ... هل فكر أحد منا أن يعمل لآخرته كأنه سيموت غداً .. ... هل فكرت أنك ستقف غداً أمام رب العزّة جل جلاله ليحاسبك .. فماذا تقول لربك غداً ...... هذا على النطاق الشخصي لأي منا .. ولكن على النطاق العام .. هل فكر الحكام الذين يفكرون أو يخططون لتوريث الحكم لأبنائهم أن الموت قاب قوسين و أدنى لأي واحد منهم .. له أو لوريثه .. هل فكر أصحاب المناصب العليا الذين يخططون في ترك مناصبهم لأبنائهم دون وجه حق بأن الموت أقرب من أبنائهم أكثر مما يتصوروا وقد يخطفهم قبل أن يجلسوا على أي من تلك الكراسي الرفيعة القابعين هم عليها الآن .. هل فكر كل صاحب منصب أو حاكم أو رئيس ناهيك عن كل ملك أو أمير .. هل فكر هؤلاء في الموت ...... ........ أشك . - إن لم يكونوا فكروا من قبل فيه فعلى الأقل هم مازالوا أحياء فليبدءوا في التفكير فيه من الآن منذ تلك اللحظة ... وإن كانوا فكروا فيه ولكن مازالوا على حالهم من الظلم والبطش وعدم العدل بين أفراد شعوبهم .. فمن لم يتعظ بالموت ... فأي المواعظ ينتظر ....!!! وختاماً ... ياليت كل منا يتدّبر قول الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان الآيتين أرقام 33 ، 34 من السورة الكريمة
قضية رجل الأعمال وإحدى المغنيات ...
والزواج سيء السمعة بين المال والسياسة والانحلال الأخلاقي دعوة لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية
لقد أخطرت عنواناً طويلاً لأنني لم أرد أن أختصره لأن الموضوع جدّ خطير ... كيف بدايةً وبغض النظر عن هوية قاتل من تُسمى سوزان تميم ... فإن ذلك ليس من الأهمية بمكان في موضوعنا هذا.. إن ما يعنيني ما يلي .. لقد تتبعت هذا الموضوع بقدر من الاهتمام فاكتشفت فيه أشياء جدّ خطيرة .. خطورتها تنبع من أنها أشياء فضائحية مخزية لم نعد نستغرب عند سماعنا إياها ولم نعد نستهجن حدوثها .. لقد شارك الجميع في تحليل الموضوع من ألفه لبائه ولم أجد منهم من أشار إلى عنصر الانحلال الأخلاقي الذي كان مهيمناً تمام الهيمنة ومسيطراً تمام السيطرة على ذلك الموضوع برمته ... هل اعتدنا على الانحلال الأخلاقي وأصبحنا نعدّه من الأمور المسلّم به في مجتمعاتنا العربية والشرقية .. كيف .. سأشرح ذلك : - لفت نظري أن الجميع أجمع أن رجل الأعمال المصري كان على علاقة بالمغنية اللبنانية ... تراوحت في العديد من الأقوال أو بعضها على الأقل بين الزواج السري لفترة والحب لفترة والمطاردة لفترة أخرى .. ألا تلاحظون أنه أصبحت من الأمور العادية على آذاننا أن نسمع أن فلاناً أحب فلانة على الرغم من أنهما ليسا بزوجين .. وسهر مها وسافر معها وأغدق عليها بالذهب والمجوهرات وتحمل نفقات إقامتها في أفخم فنادق القاهرة ... ثم تخلت عنه ... أمراً عادياً .. لم يعلق أحد بأن تلك العلاقات علاقات آثمة يأثم من يفعلها وهي خارجه عن إطار ديننا الحنيف وعاداتنا الأصيلة .. لم يعلق أحد على ذلك ... غريبة شويتين .... !!!! - الجميع تكلم عن أن تلك المغنية اللبنانية كانت على ذمة زوجين اثنين في وقت واحد ... كارثة بكل المقاييس ورغم ذلك هناك رجل ثالث يريد الزواج منها أو على الأقل امتلاكها بأي طريقة أخرى إن لم يكن الزواج بها ممكناً .. أي مجتمع عربي هذا الذي نعيشه ... - لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية لماذا لا نطلق على من تمارس أي علاقة جنسية مع رجل ليس بزوجها وتثبت عليها هذه العلاقة لماذا لا نسميها زانية ومن فعل ذلك بها فهو زاني .. لقد سميناها حبيبة أو عاشقة وهو محب ولهان ... لماذا لا نسمي من تكشف من جسدها أمام الكاميرات أكثر مما تخفي وتتباهى وتفتخر بذلك لماذا لا نسميها بأنها سافلة فاجرة .. لقد سميناها مطربة أو فنانة متمكنة ... لماذا لا نسمي الحفلات التي تحييها مغنيات يقفن على خشبة المسرح شبه عاريات وكئوس الخمر تدور على الرجال والنساء القابعين على الكراسي يشاهدونها لماذا لا نسمي هذه الحفلات بالحفلات الماجنة .. سميناها سهرات فنية ... لماذا لا نطلق على الفعل الخطأ اللفظ الذي يناسبه.. - ألم تخرج علينا إحدى الراقصات في عدة اسطوانات مدمجة وهي تمارس جميع الأفعال الجنسية مع أحد رجال الأعمال ثم قالوا لنا بعد ذلك أنهما كانا متزوجين عرفياً ..... حتى لو كانوا متزوجين رسمياً وعلنياً .. فبأي وصف نصف تلك الأسطوانات ... وها هي راقصتنا المحترمة مازالت تحيي وبكل فخر واعتزاز حفلات أفراح أبناء الوزراء وكبار رجال الدولة و الأعمال في مصر .. ويُشار إليها بالبنان .. ويستضيفونها في جميع برامج التلفزيون الحكومي وغير الحكومي ويقدمونها على أنها الفنانة الكبيرة .. وتدخل في كل بيت من بيوت مصر والدول العربية عبر مسلسلات من إنتاج الحكومة المصرية ... كلامي ليس عن هذه فقط .... . بل باقي زميلاتها الشبيهات لها ... وهن كثرُ .... !!!! - كم من هؤلاء الممثلات والمغنيات سيئات السمعة واللائي شاهدهن الجميع على اسطوانات مخزية وسلكن في حياتهن الشخصية والعامة مسلك غاية في انعدام الأخلاق كم منهن أحيين ومازلن يحيين أفراح أبناء وزراء رؤساء وحكام وأمراء وملوك العرب ... كم منهن أحيين الاحتفالات القومية والوطنية للدول العربية بدعوات رسمية من حكومات تلك الدول ... كم منهن غنيين أغنية وطنية لزوم النيو لوك وأصبحت تُذاع ليل نهار في تلفزيونات الحكومات العربية ... - فالممثلة أو المغنية أو ما شابههن اللائي يتاجرن بأجسادهن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليهن فنانات .. فهن مخطئات آثمات هذا على أقل تقدير وهذا أقل وصف يمكن أن يوصفن به .. لا فنانات .. فالفن شيء سامي وراقي لا يحق لنا أن نلوثه بربط اسمه بهذه الأسماء سيئة السمعة ومنحرفة السلوك . - ألم نقم المهرجانات القومية على حساب الموازنة العامة للدولة لتكريم هذه الفئة الضالة ... ألم تتبادل معظم ممثلات ومغنيات مصر القبلات مع وزير ثقافتنا المبجّل في حفلات افتتاح وختام مثل هذه المهرجانات .. ألم تصدر أوامر العلاج على نفقة الدولة للعديد من الممثلين والمغنيين وبسرعة البرق مع أنهم يملكون من الأموال ما تنأى بحمله مجموعة كبرى من الحمّالين الكادحين في محطة مصر أو أنهم كانوا يملكون من الأموال الكثير لكنهم أنفقوها على سهراتهم ونزواتهم المخجلة ... في حين الفقراء في مصر لا يجدون من يعطيهم كسرة خبز يسدون بها رمق جوعهم الممتد منذ عشرات السنين .....!!! - ألم يتابع الكثير منا بعض تفاصيل الحكم في تلك القضية عبر البرنامج المسمى بالعاشرة مساءاً على قناة دريم الفضائية .. ذلك البرنامج السطحي جداً من وجهة نظري إعداداً وتقديماً كيف لا وهو الذي افتخر أنه استضاف نجمة العرب المدعوة هيفاء وهبي والتي نجحت في تجميع العرب شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً حول شيء واحد ألا وهو الفرجة على رقصاتها الماجنة وهي تؤدي فقراتها الغنائية الساخنة .. وتوجت عملها الساخن هذا بالاشتراك في بطولة فيلم سينمائي أشد سخونة لتقدم الفن الماجن على كل لون .. في انتظار رجل أعمال يكمل تلك القصة البالغة السخونة والإثارة ... وأعلن ذلك البرنامج عن تلك الاستضافة المباركة مئات المرات .........!!! حيث ستستعرض فنانة العرب مشوارها الفني السامي والراقي ودورها البارز في إحياء روح الأمة العربية وبعثها بعد الممات ..........!! ما علينا فليس مجالنا الآن أن نقيم ذلك البرنامج الهشّ الذي جذب إليه العديد من المشاهدين تعاطفاً منهم مع ذلك الوجه النسائي الخجول الذي يغمض عينيه عندما يوجه للضيف سؤالاً ويتلعثم إذا ما تعرض لموقف غير متوقع ويقوم بتحويل الموضوع بسرعة وبطريقة ساذجة إذا وجد أن أحد الضيوف يوجه نقداً قوياً للحكومة ... ويحاول جاهداً وبصعوبة بالغة ترتيب مجموعة من الكلمات غير المتسقة ليكوّن منها سؤالاً ضعيف البنية وفقير الدلالة ظناً منه أنه بذلك يكون قد صنع سؤالاً بالغ القوة ستُحدث الإجابة عنه دوياً عنيفاً ... ما علينا مرةً أخرى .. فليس هذا مجال تحليل ذلك البرنامج المسمى بالعاشرة مساءاً بل أردت فقط أن أشير إلى أن من عجائب ذلك البرنامج أن يستضيف بطلة مرشحة وبقوة لأحداث شبيهة بتلك التي حدثت وتحولت إلى جريمة في لحظات على الرغم من عدم نزول تتر النهاية الخاص بالمسلسل الحالي المُسمى (القاهرة – بيروت – دبي .. مثلث المال والجمال .. والجريمة) .... . يا ترى المغنية هيفاء وهبي في أي فنادق مصر تقيم أثناء تشريفها لقاهرة المعز..... وأي رجال أعمال مصر الشرفاء يتحمل تكاليف إقامتها ......... !!! - على فكرة الجريمة السابقة الخاصة بالمغنية التي تُدعى سوزان عطية .. ليست الأولى .. فقد سبقها منذ عدة سنوات حادثة "ذكرى والسويدي" .... "دينا وحسام أبو الفتوح" ... وغيرها الكثير ... لا أريد أن أعددها لأن هذا ليس مجال حصر تلك التشوهات الأخلاقية الحادثة في مجتمعاتنا .. فقط أردت أن ألقي بعض الضوء أما الحصر والتحليل الدقيق فله وقته الذي أتمنى أن يكون قريباً إن شاء الله تعالى . - لن تتوقف الحفلات الماجنة التي تحييها حفنة من فاجرات ليس عندهن درجة واحدة من درجات الحياء .. ولن يتوقف رجال الأعمال ذوي الثروات المتضخمة الذين حصلوا من الحكومات المتعاقبة على امتيازات ومنح وتسهيلات وأراضي بالمجان وحققوا ثروات ضخمة في فترات زمنية قصيرة .. لن يتوقفوا عن حضور هذه الحفلات بل وتنظيمها والحرص على حضورها أكثر من حرصهم على حضور صلاة واحدة من الصلوات الخمس في أحد المساجد ...!!! - ولن يتوقف رجال الأعمال من الإنفاق بكل كرم وسخاء على من يسعدها حظها وتأتي في مخيلته ويصورها له عقله المريض وشيطانه الرجيم بأنها أجمل جميلات الدنيا .. وسيظل يلهث ورائها إلى أن ينال منها .. بعدها تستريح نفسه وتهدئ عاطفته وتستكين مشاعره ويستقر فؤاده .. إلى أن يبدأ اللهث خلف (كـ......) أخرى .. وتذهب الأولى إلى (كـ......) آخر ؛ أما الفقراء المستحقين منه زكاة ماله .. أو المحتاجين الذي يتطلعون إلى صدقة جارية تساعدهم على مواجهة أعباء الحياة ... فهيهات .. هيهات أن ينظر إليهم .... بل إنهم لو اقتربوا منه فإنه يفر منهم فراره من القسورة ...!!! - قد يقول قائل إن هناك رجال أعمال طيبين جداً بل ويقوموا بإنفاق الكثير جداً جداً على الفقراء والمساكين والمحتاجين .. ولكنهم أخطئوا أخطاء أخلاقية كبرى .. وأنا أقول لهم .. نعم .. لأنهم للأسف يعانون من الازدواجية على نهج ما لقيصر لقيصر وما لله لله .. والعياذ بالله ... فيحافظون على الصلاة والزكاة بل والصدقات والتبرعات ... هذا لله .. أما لنفوسهم ولرغباتها فالسهرات الحمراء والصفراء والخمر والقمار والجري وراء العاهرات ... ولكنهم حريصين كل الحرص أن يتم ذلك بعد أدائهم لصلاة العشاء ............!!! إنها الازدواجية البغيضة التي أصبحت شائعة في كل حياتنا وعلى اختلاف مستوياتنا الاجتماعية والمادية . - إن مثل هذه الأشياء لم تكن لتحدث بهذا الكم ولا بهذه الجرأة لو لم يكن هناك غنى فاحش ارتبط بعلاقة مشبوهة مع نظم حكم فاسدة وتوثقت تلك العلاقة الآثمة عبر فتيات ليل سيئات السمعة أضفى عليهن الجميع ألقاب عديدة لا يستحقونها ولا تنطبق أصلاً عليهن ليغيروا من وجههن القبيح .. بل إن هذه الظواهر ستستمر في الحدوث وبغزارة طالما بقيت تلك الأوضاع على ما هي عليه ... - إن رجل أعمال مشهور جداً ومتفوق جداً مالياً وسياسياً واجتماعياً قادته نزواته إلى الجري وراء مغنية سيئة السمعة وإن كن معظمهن إن لم يكن كلهن كذلك ... وجعلته يخسر ماله وعمله وأسرته .. بل وحياته ... فهل تلك الواقعة ستكون عبرة لباقي رجال الأعمال .. أم سيستمروا في ظنهم أنهم في مأمن من ذلك استناداً إلى مقولة (اغلط زي مانت عاوز بس ما تعملشي الغلطة اللي تفضح أمرك) وإن طلعت مصطفى مش مشكلته إنه غلط .. لأ مشكلته إنه عمل غلطة فضحت أمره .........!!! - إن رجلاً عُرض عليه بثلاثة محرمات ليرتكب واحدة منهن فقط .. عُرض عليه كأس من الخمر أو أن يزني بامرأة أو أن يقتل ابن المرأة ... ففكر وأختار أقل المحرمات ضرراً وأخفها إثماً من وجهة نظره ... فاختار شرب الخمر .. فشربها .. فسكر عقله .. فزني بالمرأة فخاف من افتضاح أمره .. فقتل الصبي .......!!!! .... فكم كأساً من الخمر تم تناولها أثناء تلك العلاقة الغير سوية ..............!!! و كم كأساً من الخمر تُشرب في أنحاء مصر على مدار اليوم .... - في النهاية هي صرخة .. صرخة لنسمي كل شيء بإسمه الصحيح . - بقيت كلمة واحدة ... ماذا لو قمنا بقياس هذا الموضوع على أنفسنا نحن معشر الشباب .. سيسأل أي شاب منّا ويقول كيف ... أنا لست برجل أعمال ولم أتعرف على أي مغنية أو ممثلة سيئة السمعة وأنّى لي أن أتعرف على واحدة منهنّ كما أنني لا أمتلك فندقاً لأخصص لها جناحاً كاملاً للإقامة فيه وأتحمل تكاليف إقامتها به ولا أملك من الأموال ما يجعلني أتقرب منها ولا حتى أرسل لها خاتماً واحداً من ذهب .. أو حتى فضة ... أقول لهذا المتعجب .. مهلاً ... واسمع كلامي للنهاية ... أنت سواء كنت طالباً في الجامعة أو خريج حديث أو حتى قديم مازلت تأخذ مصروف جيبك من والدك أو لديك وظيفة تأخذ منها راتباً نهاية كل شهر ... أليس لديك حبيبة تعرفت عليها بأي طريقة كانت .. ألم تقتطع من الراتب الذي تتقاضاه أو المصروف الذي يمنحه لك والدك ألم تقتطع جزءاً ليس باليسير لتشتري لحبيبتك هدية في عيد ميلادها ...!!! لو كنت تصرفت هذا التصرف .. وأعتقد أنك تصرفته .. فلا تلومن رجل أعمال أنفق من الملايين الكثير على فتاته التي أحبها .... فهو لو صرف من الملايين مائة .. فهو يملك من الملايين ألف مائة .. أما أنت يا من صرفت عشرة جنيهات لتشتري دبدوباً من سوق العتبة أو من أحد محلات وسط البلد ... لم تملك جنيهاً واحداً من هذه الجنيهات العشرة ...!!!! إن والدك حرم نفسه من أشياء كثيرة لمنحك تلك الجنيهات العشرة لتنفقها على نفسك لا لتشتري بها دبدوباً لإحدى خليلاتك ... !! حتى لو كنت تملك تلك الجنيهات العشرة فكم تملك غيرها .. مائة مثلها ...... لما لم تدخرها أو حتى تنفقها في عمل نافع لك أو لأسرتك ... لما أنفقتها على خليلتك ...!! هب أنه بعد قصة الحب تلك التي عشتها مع هذه الفتاة فوجئت بأنها أحبت شاباً آخر ... أو أقامت علاقة معه .. ألن تشعر بالثورة والغضب .. ألن تفكر في الانتقام ... ألن تفكر في العشرة جنيهات التي حرمت نفسك منها لتشتري بها لها هدية في عيد ميلادها لكنها لم تقدّر ذلك .. وابتعدت عنك وانصرفت إلى شاب آخر وجدت فيه من المميزات التي تريدها ما لم تجده فيك ... أكرر .. ألن تفكر في الانتقام ... ألن تفكر في مقابلتها وتوبيخها على ما فعلت .. ألن تفكر في توزيع صورها التي قمتم بأخذ لقطاتها معاً في أوقات العشق والهيام في إحدى الحدائق أو المتنزهات العامة أو على تندة من تندات كورنيش النيل .. ولا بأس إن كان في جعبتك مقطع فيديو يجمع بينكما وأنتما تتبادلان كلمات الحب والود وبعض القبلات الساخنة والباردة والتي تبادلتموها أوقات الغرام والنشوة لا بأس من رفع هذا المقطع على اليوتيوب إمعاناً في الانتقام .. ألن تفكر في الاتفاق مع ذلك الشاب الذي يطلقون عليه فتوة الشارع الذي تسكن به على أن تؤذي فتاتك التي خانتك ... ألن تأتي له بماء النار وترسم له الخطة وتعطيه ما يلزمه من أموال ومعلومات لينفذ الانتقام كما ينبغي لتشفي غليلك من تلك الخائنة .. .. !!! - يجب علينا أن ننتقد أي شيء خاطئ نراه يحدث أمام أعيننا .. ويجب علينا أيضاً و في نفس الوقت أن نتأكد من أن هذا الشيء الخاطئ لا نقترفه في اليوم مائة مرة دون أن نشعر .

عمّ يتساءلون

عمّ يتساءلون ...
عمّ يتساءلون .. هو اسم برنامج يُذاع على قناة دريم الفضائية ... منذ فترة طويلة والبرنامج ده ليّا عليه مآخذ عديدة من أهمها أن مقدمه يستضيف علماء وشيوخ أجلاء لا لينهل من علمهم بأدب واحترام بل يأتي بهم ليستفزهم ويخرجهم عن شعورهم .. فهو دائم التعمد وضع ضيوفه الشيوخ الأفاضل في موقف الدفاع .. وبدلاً من أن يحاور مقدم البرنامج الضيف المتمثل في عالم جليل أو أستاذ فاضل يحاوره بأدب الحوار مع العلماء فهو يحاوره بطريقة الاتهام كما يحاور وكيل النيابة المتهم في ساحة المحكمة .. هكذا كانت رؤيتي للبرنامج .. فمقدم البرنامج ذو ثقافة ضحلة في النواحي الدينية ويبدوا أنه قال في قراره نفسه قبل تقديمه للبرنامج .. أما فكرة حلوة .. نركب موجة البرامج الدينية اللي شغالة عمال على بطال في القنوات الفضائية .. بس أنا عاوز أبقى مشهور .. يبقى لازم اعمل ستايل جديد في البرنامج وأبعد عن القوالب الكلاسيكية للبرامج الدينية .. أعمل إيه ... لمّا أجيب الشيخ ما أقعدش أحاوره بالطريقة التقليدية .. لأ .. لازم أحبّش المسائل عشان البرنامج يضرب نار ... ذكّرني ذلك ببرنامج تافه لمذيعة تافهة كانت تقدمه على قناة إقرأ .. المذيعة كانت محجبة ولكن في برنامجها كانت تحارب الحجاب .. بحقد غريب .....!!! الآن تلك المذيعة تحررت من ذلك الغطاء الذي كان يستر شعرها فهو حر طليق الآن .. وهي الآن حرة طليقة أيضاً ... تقدم من البرامج الفنية وغير الفنية ما شاءت أن تقدم ... هذا النمط الغريب من المذيعين لا ألومهم بقدر ما ألوم من يأتي معهم في برامجهم السخيفة من شيوخ أفاضل .. فهم ينخدعوا بإسم البرنامج ... أو يعتقدون أنهم بهذا ينفعون الناس .. وأنا أقول لهم أرجوكم لا تذهبوا لمثل هذه البرامج فهي ليست أهلاً لكم ولا لعلمكم .. واتركوا تلك النوعية من المذيعين لبرامجهم تلك فمصيرهم إما خلع الحجاب من على رؤوسهن لو كن سيدات أو إزاحة قناع التدين من على وجوههم لو كانوا رجال أو حتى أنصاف رجال .!!! الغريب بقى إني الشهر ده وعن طريق المصادفة لا التعمد وجدت هذا البرنامج الذي يحمل ذلك الاسم الطيب لسورة كريمة من سور القرآن الكريم .. وهي أيضاً الآية الأولى من تلك السورة الكريمة ... "عمّ يتساءلون" ... وجدته يستضيف في أكثر من حلقة من حلقاته بعض الممثلات المعتزلات .. فالحلقة الأولى وجدته يستضيف سهير رمزي .. لا ليكلمها عن أهمية التدين في حياة الإنسان وكيف يذوق المرء طعم حلاوة الإيمان بعد أن كاد قلبه يمتلئ معاصي وآثام بل ليسألها عن سر استمرار نضارة وجهها رغم اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب .....!!! وهل سبب ذلك عمليات التجميل .. أم سبب آخر .... استحي على وجهك يا من تقدم هذا البرنامج الذي يحمل هذا الاسم الطيب ... بل إنه أخذ يسألها عن مدى جمال المسلسل الأخير الذي قامت ببطولته ... فما كان منها إلا أن انطلقت في الحديث عن هذا العمل الفني الراقي وكيف أن الجميع كان يعمل فيه بود وإخاء ليقدموا للمشاهدين رسالة سامية .... !!!!!! ووجدته في حلقة أخرى يستضيف الممثلة المعتزلة سهير البابلي ليتذكروا معاً المسرح أيام الممثلة المعتزلة وكيف أنه بعد اعتزالها أصبح لا مسرح وهي تفخر بذلك بحجة أن فخرها ينبع من أنها تركت بصمة في عالم الفن ... بل إن المذيع يقول لها فين أيام الفن بتاع زمان أيام فطاحل الفن والغناء ... حتى أنهما قارنا معاً بين أسعار تذاكر المسرح الآن وأسعار تذاكر المسرح زمان ... ثم أصبح الحوار فنياً بحتاً .. ثم ختم المذيع ذلك الجزء الذي شاهدته بسؤال الفنانة الكبيرة عن السر وراء استمرار جمالها اللافت للنظر ....على الرغم من اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب ..... !!! .. وكأن ارتداء الحجاب لابد أن يتبعه تحول وجه الممثلة المعتزلة من الوجه الجميل إلى الوجه القبيح .........!!! في برنامج اسمه عمّ يتساءلون الذي من اسمه المفروض أنه قد خُصص ليتساءل المسلمون فيه عمّا يريدون من شئون دينهم ... ألا تدري أي من تلك الفنانات أن من شروط التوبة الندم على ما فعله الإنسان من معاصي وآثام ...!!! أم أن التباهي بأعمال كانت كلها دون استثناء ملئى بارتكاب المعاصي عياناً بياناً .. يُعدّ نوعاً جديداً من أنواع الندم عليها ..!!! أم أن المشاركة في أعمال تمثيلية بعد الحجاب مع غير المحجبات في أعمال تحفل بمخالفات دينية صريحة من ملابس عارية ومشاهد سيئة وألفاظ نابية ليس من المعاصي في شيء ... فلا دخل لي بزميلتي الممثلة التي تكشف من عورتها ما تكشف والتي تظهر معي في نفس المشهد ترقص وتتمايل وتتبادل ضحكاتها العالية مع ذلك الشاب الوسيم الذي أُسند إليه دور البطولة .. علاوة على كون العمل الفني به ما به من مخالفات وتجاوزات صريحة بل وصارخة .... .!! عجباً لأمر المذيع فهو مع الممثلات كالبلسم بل كنسمة الهواء الرقيقة يكاد يمد يديه ليمسح دموعهن إن قررت إحداهن أن تذرف دمعة أو دمعتين لزوم الحبكة الدراماتيكية التي تسيطر على حوارهن معه أما مع الشيوخ فهو كالسيف المسنون الخارج من غمده ليتصيد أي كلمة تفلت من بين شفتي شيخ جليل أو أستاذ فاضل ليقطعها إلى ألف حرف يبني على كل حرف موضوع ليحول الموضوع إلى قضية نقاشية ذات جدال عقيم لا يقوى الشيخ على علاجه مما يجعل المذيع في نشوة بالغة فقد انتصر على شيخ جليل حتى ولو كان ذلك النصر نصراً زائفاً مستنداً إلى منهج السفسطة البغيض .. المهم أنه انتصر وابتسم ابتسامة الشامتين في الشيخ .... ثم ينزل تتر النهاية .. ليخرج المشاهد من هذه المسرحية الهزلية حيران من أمره بل إن حيرته بعد انتهاء البرنامج أصبحت أقوى واعنف مما كانت عليه قبل بدايته ... !! لا أوجه رسالتي إلي مقدم ذلك البرنامج أو معديه أو القناة نفسها أو أي برنامج مشابه .... أو حتى البرامج الغير شبيهة ... بل أقدم رسالتي لأي شيخ فاضل يتلقى دعوة من هذا البرنامج أو البرامج الشبيهة ... هل هذا البرنامج الذي انحرف عن اسمه تمام الانحراف يليق بك أن تطل على المشاهدين من خلاله .. إن الأمور الدينية لا تُناقش في مثل هذه البرامج فهي تحتاج إلى برامج رصينة موضوعية ذات مواصفات خاصة يُعطى فيها الشيخ كامل الحرية ومتسع من الوقت ليتحدث عن القضية المعروضة .. لا أن يُفاجئ بمذيع كل خبرته في الدين استقاها من حواره مع ممثلات معتزلات ثم عدن للتمثيل مرة أخرى ولكن بالحجاب ... ولا أن يُقاطع كل مرة يريد فيها الاسترسال في تبيين الأمور بحجة وجود فاصل إعلاني مكوّن من بعض الإعلانات عن كريمات تفتيح البشرة وشامبوهات لجعل الشعر أكثر نعومة ولمعاناً ... ولا مانع من الإعلان عن أحدث الأفلام المعروضة في دور العرض السينمائي والذي يحكي عن قصة حب ملتهبة جمعت شاب بفتاة بدأت علاقتهما في أحد الملاهي الليلية وانتهت بانتحار الفتاة بعد أن اكتشفت أن الشاب الذي أحبته وسلمت له نفسها خدعها وكان يحب من الفتيات ما يزيد عن الثمانية .. وأن قبلاته لها والتي بلغت طوال الفيلم 99 قبلة كانت قبلات زائفة ....!!! وأختم بقولي أننا من خلال هذا البرنامج وغيره الكثير نساهم دون أن ندري – منتجين وكذلك مشاهدين لهذه البرامج – نساهم دون أن ندري في إنتاج ذلك النوع الجديد من الإسلام الذي يمكن أن نسميه الإسلام المائع الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة .. ونمهد لخروج أجيال وأجيال من المسلمين المائعين الذي تربوا على مثل هذه البرامج .. .. ورجائي الأخير وهو أضعف الإيمان أن يتم تغيير إسم هذا البرنامج وباقي البرامج المشابهة بحيث يصبح اسمها دالاً على ما تقدمه .. فبرنامج كعمّ يتساءلون أقترح أن يتم تغيير اسمه إلى إسأل كركر .. إوعى تفكر ... أو حوار مع فنانة كانت وأصبحت ويُخصص لاستضافة الممثلات المعتزلات .. بس يكون اسمه كده .. لا أن يقوم باتخاذ آية كريمة من آيات القرآن العظيم اسماً له ويستضيف فيه الممثلات اللائي اعتزلن لفترة ثم عدن للتمثيل مرة أخرى ليسألهن عن سر استمرار جمالهن على الرغم من ارتداءهن الحجاب ...... !!!!!!!!!!!!!!