الثلاثاء، 9 يونيو 2009

أيها المسلمون ... لقد أتاكم أوباما يعلمكم دينكم ...!!!

أيها المسلمون.. لقد أتاكم أوباما يعلمكم دينكم ...!! خطاب أوباما وزيارته للقاهرة بين الانبهار بالنموذج الأمريكي والتحليل الموضوعي ...
ألسنا بحق جاهلون كي ننتظر قدوم أوباما ليقول لنا أننا يجب علينا كمسلمين أن نتقي الله ونقول قولاً سديداً .. ألم نقرأ تلك الآية الكريمة مئات المرات ولم ننتبه إليها أمّا عندما يقولها أوباما ليخبرنا بها نفرح فرحاً شديداً ونصفق بحرارة ونصرخ بحمية ... ألسنا فعلاً جاهلون .!! تلك كانت مقدمتي البسيطة التي أردت بها أن أعلق على موضوع زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للقاهرة وإلقائه منها خطاباً موجهاً للعالم الإسلامي ... بل بالأحرى خطاباً يبين لهم جهلهم وتخلفهم ... ورغم ذلك صفق الجميع له ... ولم يحدث ولن يحدث جديد ... فالوضع سيظل مستقراً على ما هو عليه .... أردت أن أشير إلى مجموعة من النقاط : - اختيار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للقاهرة ليلقي منها خطابه للعالم الإسلامي كان اختياراً موفقاً من جميع الاتجاهات فالبلد لها تاريخ عريق على المستوى الثقافي والسياسي والديني والاجتماعي كما أنها الدولة العربية والإسلامية الأشهر التي تقيم علاقات سلام كاملة مع الصديق الصدوق لأمريكا إسرائيل كنموذج يُحتذى به بالنسبة لوجهة النظر الأمريكية في تطبيع جميع الدول الإسلامية مع إسرائيل على الرغم من خوضها العديد من الحروب ضد إسرائيل كما أن البلد تضم بين جنباتها الأزهر الشريف الذي من المفترض أن يحمل منارة التعليم الديني للعالم أجمع .. وتضم أيضا العديد من الآثار الإسلامية والقبطية والفرعونية .. كما أنها دولة لها ثقلها ووزنها عربيا وإسلامياً شاءت أم أبت فمتغيرات التاريخ والجغرافيا تفرض عليها ذلك ... - إذن لم تكن الزيارة موجهة لمصر بل مصر كانت وسيلة لأوباما امتطاها ليحقق ما أراد .. وقد كان ... فماذا كان يريد أوباما .. أوباما كان يريد ما يلي : · يريد أن يخبر العالم العربي والإسلامي أنه شخصياً مختلف عن سلفه المدعو بوش الذي كان مكروهاً من كل العرب والمسلمين .. وقد تحقق له ذلك بل وأكثر من ذلك ونال من الغزل العفيف والصريح وكلمات الإطراء والثناء ما يملئ عشرات الكتب .... مصلحة شخصية . · يريد أن يخلق صورة ذهنية جديدة لأمريكا لدى العرب والمسلمين ... صورة فحواها أن أمريكا ليست إمبراطورية الشر .. بل هي الدولة الداعية للخير والعدل والإخاء والمساواة وأن ما حدث في فترات حكم سابقة كان استثناءاً وليس قاعدة ... مصلحة عامة . · يريد أن يأسر قلوب الشعوب .. ففي كلمته تجاوز كل أنظمة الحكم العربية والإسلامية .. لقد خاطب الشعوب وأسر قلبها ومشاعرها وحرك أفكارها أما الأنظمة الحاكمة فقد ألقاها وراء ظهره .. وقد تحقق له أن ألتف حوله العديد من أفراد الشعوب العربية والإسلامية .. مصلحة شخصية وعامة . · كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية يريد أن يحقق مصالح أمريكا ومصالحها فقط ... كأي رئيس محترم لدولة محترمة ... لذا فقد وضع مصلحة أمريكا كهدف أساسي من وراء خطابه مستخدماً أسلوب القوة الناعمة والتعبيرات المرنة المحببة للآذان والقلوب بدلاً من أسلوب القوة الضاغطة أو التعبيرات الخشنة التي تنفر منها قلوب وآذان المستمعين كسلفه بوش .. ذلك الرئيس الأمريكي الذي كان يدير العالم بالذراع وكانت قدراته العقلية مشكوك فيها للقاصي والداني .. وقد تحقق له ذلك .. مصلحة عامة . · إن أوباما أو بوش الابن أو الأب أو كلينتون أو من سبقهم أومن سيأتي بعدهم لديهم أهداف مشتركة وهدفهم الأول هو مصلحة أمريكا كدولة قوية يريدون أن تظل قوية فهدفهم واحد ولكن وسيلتهم مختلفة .. أما الدول العربية والإسلامية فأنظمتها الحاكمة أيضاً هدفها واحد هو المحافظة على الكرسي ... ومصلحة الشعب ومصلحة الدولة تأتي في المرتبة التالية أو بالأحرى تقع في تلك المساحة من الأرض التي يدهسها نعل الحذاء الخاص بمن يجلس على هذا الكرسي - لابد أن يعي الجميع أن بوش كان استثناءاً من حيث طريقة إدارته للأزمات أو خطاباته الغبية التي كانت تتسم بالغشم والجهل والغلظة وحيث أن الاستثناء لا يصنع قاعدة ... وأن ما يأتي بعد الاستثناء لابد وأن يكون مختلف .. لذا فإننا يجب أن نقيّم الأمور وفقاً لهذا المقياس ... - لقد اتضح جداً أن هناك فارق بين خطابات أوباما عن سابقه بوش ليس فقط لأن أوباما مختلف عن بوش أو أفضل منه أو يحب العرب والمسلمين أكثر من سلفه كما يُخيّل للبعض ذلك.. ولكن السبب الأكبر أن آذان العرب والمسلمين قد اعتادت لمدة ثماني سنوات متتالية على كلمات بوش اللاذعة وتعبيراته المقذذة وأسلوبه الفظ الغليظ وعدم حنكتة في إدارة الأمور .. فآذان اعتادت ثماني سنوات على لفظ مفجع كالحروب الصليبية وعلى إهانات مستمرة لقادتها وحكامها بل وفي بعض الأحيان لها شخصياً ولقضاياها العادلة تجد من يقول في أول كلمة يوجهها إليها السلام عليكم باللغة العربية لابد أن تنبهر وتتهلل أساريرها ...!!! - استغربت جداً للعديد من التحليلات التي تلت الخطاب ... فقد قال أحدهم : إنه خطاب تاريخي لابد أن تتوقف عنده عجلة الزمن.. وقال آخر إنه وثيقة تاريخية ستضاف إلى كتب التاريخ وتصبح مرجعية نرجع لها ونقول أنه في 4 يونية 2009 أوباما قال كذا .. وقال آخر إنها زيارة تاريخية لقاهرة المُعزّ ... وقال آخر كذا .. وزاد آخر كذا ... ما هذا الهراء ...أي مما سبق لم يكن تحليلاً موضوعياً لا للزيارة ولا للخطاب لقد كانت تعبيرات مجموعة مراهقين منبهرين بالنموذج الأمريكي وأنبهروا أكثر برئيس أمريكي ذو كاريزما جديدة وأسلوب مختلف وذو ثقافة متميزة ... ولعلهم أيضاً أول مرة يحضروا لقاء لأي رئيس أمريكي ولعلهم انبهرو جداً بكيفية دخوله القاعة وبتحيته لهم وبحركاته ووقفاته وكلماته التي قالها في الخطاب والتي تم اختيارها بعناية فائقة ... كل هذه الأشياء التي يقف خلفها جيش من الخبراء المتخصصين في تلك الأمور .. على عكس ما يحدث في بلادنا التي تدار فيها تلك الأمور وغيرها الكثير بالفهلوة والجدعنة وأحيانا بالدراع .!!! يجب أن يكون التحليل موضوع وعقلاني غير متأثر مثلاً بجمال الكرافتة التي كان يرتديها الرئيس الأمريكي أثناء إلقائه للخطاب بل إنّ من الغرائب أن تجد أحد المحللين الذين استضافهم أحد البرامج ليحلل الخطاب تجده يصب كل تحليله على إبداء مدى إعجابه برشاقة أوباما وهو يصعد درجات سلم القصر الجمهوري ليسلّم على الرئيس المصري ...!!! - إن هذا التصفيق الحاد والصراخ الذي علت به القاعة بعد كل جملة أو جملتين يقولهما الرئيس الأمريكي أو استشهاده بإحدى آيات القرآن الكريم كان شيئاً غريباً جداً ومثيراً للاشمئزاز وإن دلّ على شيء فهو يدل على مدى الضعف الذي أصابنا ... لقد ضعفت علاقتنا بديننا الحنيف وقرآننا الكريم للدرجة التي أصبحنا ننبهر بأي شيء إيجابي يقوله شخص أجنبي عن ديننا أو يستشهد بآية كريمة من آيات الذكر الحكيم في حين أننا من المفترض أننا نعرف هذا الشيء الإيجابي تماماً وأننا نحفظ كل هذه الآيات الكريمة عن ظهر قلب .. المفترض ذلك طبعاً.. فما الداعي لأن نصفق ونصرخ ونصفر حين يقول قائل أن الإسلام يدعو للتسامح والعدل والمساواة وأن الأزهر حمل مشاعل النور للعالم أجمع وأن التاريخ الإسلامي حافل بالعديد من المواقف التي تبرهن على فضل الإسلام على العالم أجمع ... فهل القائل أتى بجديد أو أخبرنا بشيء لم نعلمه ... أم أننا في حاجة ماسة لمن يقول لنا أن القرآن الكريم يرشدنا لأن نتقي الله ونقول قولاً سديداً ... - لقد فرحت العديد من الشخصيات التي حضرت الخطاب بالدعوات التي تلقتها وفرحوا أكثر برؤية الرئيس الأمريكي وجهاً لوجه فرحوا فانبهروا فانطلقت الكلمات من ألسنتهم تترا متأثرة بحالة النشوة التي عاشوها لدقائق في حضرة رئيس أكبر دولة في العالم . - لا يخفى على الجميع أن تحليلات الخطاب تأثرت جداً بنمط شخصية الرئيس في الولايات المتحدة حيث تُسلّط عليه أضواء الإعلام ويصبح هو محط أنظار مختلف وسائله كما أن اوباما نفسه ونشأته وقصة حياته ووصوله إلى هذا المنصب الهام .. قصة مثيرة كقصص الأفلام السينمائية التي تأسر لقلوب وتجعلها تتعاطف معها أو على الأقل تنجذب إليها .. وتتفاعل مع كل ما تقوله أو تفعله . - إن آذان العرب والمسلمين التي ملّت من خطابات ركيكة ضعيفة الصياغة بعيدة عن الواقع متدنية في طريقة إلقائها .. يلقيها حكامهم عليهم وكأنهم ينتظرون اللحظة التي ينتهون فيها من إلقاء هذا الحمل الثقيل من على كاهلهم .... خطابات لا لون لها ولا طعم ولا رائحة تصدر من حكام جلسوا على كراسي الحكم عشرات السنين زوراً وتزويراً حتى أدمنوا الجلوس على تلك الكراسي .. تلك الآذان كانت في أشدّ الاشتياق إلى نمط جديد من الخطابات التي تخاطبهم بحرفية وتخطب ودهم وتشعرهم بأهمية عقولهم وتذكرهم بتاريخهم المشرّف الذي نسوه تصدر من أناس مختلفي الشخصية والهوية والنمط عن أولائك الرؤساء والحكام الذين ملّت منهم عيون وآذان تلك الشعوب منذ عشرات السنين .. ولقد كان أوباما ذلك الرئيس ذو النمط الجديد وذو قصة الكفاح والنجاح ومواجهة التحديات وخطابه المميز ذو اللغة الجديدة والتعبيرات والعبارات والجمل التي لم تكن مألوفة لهذه الآذان التي كانت قد قاربت على الصدأ من كثرة الخطابات النمطية التي تسمعها نهار مساء من حكامها ورؤسائها الأشاوس . - إنه مجرد خطاب لكنه يدل على اختلاف بين أسلوب الرئيس الحالي عن السابق وأن فيه عدد من الإيجابيات ولكنه مجرد خطاب ... هذا أولاً وثانياً أن هذه وجهة نظره .. فما هي وجهة نظرنا ...........!!! ههههههههههههههههههههههههههههههههههه بكل بساطة العرب والمسلمين لا وجهة نظر لهم .. فهم ليسوا بصانعي سياسة بل متلقيها ... ومنفذيها .. ينتظرون قدوم التعليمات ليجتهدوا في تنفيذها .... فهذه هي وظيفتهم الحالية ... مجرد تنفيذيين ... - إن العرب والمسلمين بلغ بهم الضعف مبلغاً للدرجة التي أصبحوا ينتظرون أي شخص يأتي ويقول لهم كلمة تجبر بخاطرهم أو تلمح لحق من حقوقهم المهدرة حتى لو في سبيل استرداد جزء من حق واحد فقط من هذه الحقوق المهدرة أضاعوا وتنازلوا عن الكثير من الحقوق الأخرى ... - إن الإخاء والمساواة والعدل وتعليم المرأة والحرية كلها أشياء نادى بها الإسلام الحنيف ... بل وفرضها علينا للقيام بها وبواجباتها فلماذا الانبهار بإشارة أوباما لها في حين أننا كان يجب علينا كمسلمين أول من ينادي بها ..........!!!!!!!!! لماذا نحن العرب والمسلمين ننتظر حتى يأتي أحد من الغرب يقول لنا أننا يجب أن نطبق مبادئ حقوق الإنسان .. وننتظر إلى أن يأتي أحد من الغرب يقول لنا أننا يجب أن نهتم بتعليم المرأة .. وأننا يجب علينا أن تتسم انتخاباتنا بالنزاهة وقوانيننا بالعدل و .... و ... و .... لماذا ننتظر على الرغم من أننا يجب علينا أن نكون أول المتبنين لهذه المبادئ والقيم .... لقد تم اختطاف الشعوب العربية والإسلامية من قِبل حفنة من الحكام الظالمين الفاسدين ... وبتخطيط ومساندة ودعم من الدول الكبرى في العالم .. ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية بالطبع .... إنها حلقة مفرغة .. وعلاقات متشابكة بالغة التعقيد .. فأمريكا في الوقت الذي تؤيد فيه العديد من الحكام الديكتاتوريين العرب والمسلمين لأنهم ببساطة يحققون مصالحها تنادي بإرساء الديمقراطية ... إنها لعبة ليس هناك مجال لتناولها الآن ... ولكن وددت فقط أن أشير إليها حتى تكتمل الصورة بقدر الإمكان ... - إن أوباما لم يوجه خطابه للعالم الإسلامي ليقول لهم هذه يدي فأين أياديكم .. بل قال لهم هذه يدي وهذه سياستي فلتنفذوها لأنه ببساطة أنتم لا قيمة لكم في هذا العالم ولا دخل لكم في صنع سياساته .. أنتم تنفيذيون ليس إلا .... - لم أتطرق إلى النقاط التي أشار إليها أوباما في الخطاب لأنها عبارة عن نقاط وأطر عامة وهو في خطابه قال ذلك أن هذا الخطاب ليس روشتة من سيقوم بصرفها سيعالج من جميع الأمراض التي يعاني منها إنما هي وجهة نظره .... فالخطاب لم يركز على شيء ملموس محدد المعالم من حيث الزمان والمكان .. إنما كان كلاماً عاماً يتناسب مع الغرض الأساسي منه وهو كما قلنا سابقاً خلق صورة ذهنية لأمريكا لدى شعوب العالم الإسلامي .... وليس الأنظمة ...!!! وقد كان ... فالجميع قد خرج بعد الخطاب منبهرين بأمريكا ورئيسها أوباما ويتحدثون عن مدى جمال أمريكا ومدى عظمتها وقوتها وتحررها ومدى سماحة الرئيس الأمريكي وطيبة قلبه ومدى الود الذي يتمتع به بل قال البعض أنه يبدو أنه عاد للإسلام ولكن لا يريد أن يعلن ذلك ..........!!! - إنه باختصار خطاب تم صياغته بطريقة متميزة واحترافية تناسب الغرض منه وقد نجح في دغدغة مشاعر العرب والمسلمين عن طريق استشهاده بآيات من القرآن الكريم والحديث عن القدس والمستوطنات ومعاناة الفلسطينيين وإعادة تذكير المسلمين بتاريخهم المجيد الذي نسوه أو تناسوه .. كان يجب على من يحلل الخطاب أن يحلله في هذا الإطار ... لا في أطر أخرى هي أبعد ما تكون عن الموضوعية والعقلانية في تحليل الأمور . - ولكن ...وبنظرة داخلية لنا نحن المسلمون .. هل نحن مسلمون حقاً .. هل دولنا دول إسلامية .. أم أننا مسلمو بطاقات ودولنا تُسمى مجازاً دولاً إسلامية اعتماداً على هويات شعوبها .... إننا جميعاً وبدون استثناء – إلا من رحم ربي سبحانه وتعالى – بعيدون كل البعد عن الإسلام الصحيح دولاً وحكومات وشعوباً .... إنها حالة من اللامعقول ... فالآخر يخطابنا على أننا مسلمون ودولنا دول إسلامية مع أننا جميعاً أبعد ما نكون عن الإسلام ومبادئه وأخلاقه وأركانه ...... وهذا موضوع جد خطير وذو تفريعات كثيرة جداً يحتاج إلى العديد من الكتابات لتناوله وهو أشد الموضوعات خطورة وأهمية من وجهة نظري في هذا الشأن .. فالعالم الإسلامي انقسم بين أنظمة حكم علمانية بصورة مطلقة طلقت الإسلام ومبادئه طلاقاً بائناً ونظم حكم أخرى لم تأخذ من الإسلام إلا طاعة الحاكم أو ولي الأمر وعدم الاعتراض عليه مهما فعل ونظم حكم أخرى رقصت على الدرجات الوسطى من السلم أخذت من الإسلام بعض القشور والمظاهر وتركت جوهره ولبابه .... وجماعات تفرقت في الأرض تقتل وتفجر بإسم الإسلام ... وجماعات أخرى تجاهد في سبيل الله وتقاوم المحتلين الغاصبين ولكن شُوهت صورتها واستغل أعدائها بعض أخطائها ليبرهنوا على وجهات نظرهم تجاهها ... وجماعات ثالثة انعزلت عن الواقع وأصبح كل همّها ووظيفتها في هذه الدنيا إقامة الموالد وحلقات الذكر البالغة الغرابة بحجة أن هذه هي الصوفية التي تحقق للنفس الدرجة العليا من الصفاء والسمو ... وشعوب بعدت عن صحيح الدين إما تطرفاً وتشدداً وإما تفريطاً وتميّعاً وبين هذا وذاك منظمات وهيئات تحارب الدين بشتى الطرق وتحت العديد من المسميات ..... إن حالة الدول الإسلامية خليط من كل ما سبق ... خليط غريب يجبر كل من يتناوله بالتحليل أن يخلص إلى القول بأن حالة الدول الإسلامية حالة يُرثى لها ... إنها بلا شك حالة مزرية .... ويُحسب لأوباما أنه تجاوز ذلك كله بمخاطبة شعوب تلك الدول بخطابه هذا وبكلماته وعباراته التي أُختيرت بعناية لتلقى رد فعل إيجابي من قِبل تلك الشعوب .. أما أنظمة الحكم الخاصة بهذه الدول فلها الغرف المغلقة التي سيتم فيها طبخ وطهي كل شيء تريده أمريكا والغرب على نار هادئة ولا بأس في بعض الأوقات من رفع درجة حرارة تلك النار لتنضج بعض الأشياء بسرعة وفي مقابل أن يحافظ كل نظام حاكم على كراسيه ومناصبه عليه أن يقدّم كل ما يُطلب منه من متطلبات لطهي تلك الوجبات الدسمة منها وغير الدسمة ....!!!! لقد نجح أوباما في أسر قلوب الشعوب وإحراج أنظمة الحكم ... لينال بذلك من أنظمة الحكم ما يريد وليظهر أمام الشعوب بأنه الناصح لها المخلص في حبها ذو الرأي السديد الذي يتوافق مع مصلحتها وليجعل أيضاً من هذه الشعوب أدوات في يده يحركها حينما يشاء ضد هذه الأنظمة الحاكمة لينجح في النهاية في جعلها أداة من أدوات الضغط التي يجيد التلاعب بها كيفما شاء ضد أي نظام حاكم يخرج عن طوعه .. أما الإسلام ومبادئه وأركانه ... فليتم محاصرته في المساجد ... وأما الدولة الإسلامية حقاً (نظام حاكم عادل مبادئ حكمه مستمدة من مبادئ الإسلام العادلة وأركانه القوية وشعب مسلم حقاً قلباً وقالباً ظاهراً وباطناً) ذلك النموذج الذي يبدو في الوقت الحالي صعب التحقق بعيد المنال فسيصبح مع مرور الأيام ضرباً من الخيال ولربما احتل المرتبة الخامسة من مراتب الاستحالة الأربعة ........ .!!! - قبل النهاية .... أنا على يقين أن ولاية أوباما الأولى ستنتهي والثانية إن أُعيد انتخابه ستنتهي هي الأخرى ... وستبقى القضية الفلسطينية بدون حل .. وسيبقى العرب والمسلمين على حالهم من الضعف والتشرذم والضياع ... وسيبقى الحكام العرب والمسلمين وأنظمتهم الحاكمة كما هي دون أي تغيير يُذكر اللهمّ إن كان قد توفي أحد هؤلاء الحكام وقبل أن يتوفى عيّن ابنه خلفاً له... وسيبقى عمرو موسى أميناً عاماً لأفشل جامعة على مستوى العالم ... المسماه مجازاً بجامعة الدول العربية .. وستنجح منظمة المؤتمر الإسلامي في المحافظة على فشلها الكبير بكل جدارة ........!!! - وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ... كذلك فإن أوباما لن ينقذ العرب والمسلمين من عثرتهم .. ولن يحرر المسجد الأقصى المبارك من دنس اليهود الغاصبين بينما نحن قد امتلأت أكراشنا بالهوت دوج والهمبورجر والبيبسي كولا ... .!!!

ليست هناك تعليقات: