الثلاثاء، 2 يونيو 2009

19 مايو 2009 ............

19 مايو 2009 ...............
تاريخ هام جداً ليس بالنسبة لي فقط بل أيضاً بالنسبة لرجال هم من خيرة رجال مصر ... قررت أن أكتب عنه ... إنه التاريخ الذي ذهب فيه مؤسسوا حزب الوسط إلى لجنة شئون الأحزاب بمجلس الشورى بشارع قصر العيني بقاهرة المعز في تمام الساعة العاشرة صباحاً .. ذهبوا لتقديم أوراق الحزب إلى لجنة شئون الأحزاب رغبةً منهم في نيل الترخيص اللازم لتأسيس الحزب ... عندما وصلتني رسالة عبر هاتفي المحمول من أخي الأكبر المهندس الفاضل / حسام خلف مساء الاثنين 18 مايو 2009 تفيد بأن الحزب سيتقدم بأوراقه غداً الثلاثاء 19 مايو 2009 للجنة شئون الأحزاب .. كدت أطير من الفرح .. ولم أعرف ماذا أفعل .. لقد ملئت السعادة قلبي وكنت في غاية النشوة مع أن الموضوع لسه في أوله ولسه قدامنا طريق طويل .. إلا أنني لم أفكر في أي سنتيمتر واحد من ذلك الطريق الطويل .. فكرت فقط في تلك اللحظة ... في لحظة تقديم الأوراق .. فكرت في كم التعب والإرهاق وضغط الأعصاب الذي تحمله كل أعضاء الحزب بصفة عامة و الأفاضل أعضاء اللجنة التنفيذية بصفة خاصة ... وبصفة خاصة لأنهم فعلاً هم من تحملوا العبء الأكبر في خوض غمار العديد من الأمور الشاقة والمرهقة لتجهيز الأوراق والتوكيلات وكل ما يلزم لإتمام عملية التقديم على خير وجه .. وحتى لا يكون للحكومة المصرية أي حجة .. فتقديم الأوراق ذلك الحدث الذي تم صباح يوم الثلاثاء 19 مايو لم يكن نتاج عمل أو تعب يوم أو يومين أو شهر أو شهرين سبقوا ذلك التاريخ فقط إنما نتاج عمل دءوب ومخلص وشاق لأناس وهبوا أنفسهم لخدمة الحزب وأفكاره العظيمة التي ينادي بها .. عمل دءوب مستمر بدء منذ العديد من السنوات لم يأتي إليّ النوم هذه الليلة إلا متقطعاً ..صحوت من نومي في غاية السرور وهو أمر نادر الحدوث وأنا في غربتي بعيداً عن الأسرة والأهل الوطن ولم أكن أدري أن الغربة تترك في النفس مثل هذه الآثار الجمّة .. المهم ... أمسكت هاتفي المحمول وهاتفت الأخ الأكبر المهندس الفاضل / أبو العلا ماضي .. كنا في حوالي التاسعة والنصف صباحاً أو التاسعة وأربعون دقيقة بالضبط .. فرحت جداً بالحديث معه ... أخبرته أن نفسي تتوق لتواجدي معهم ذلك اليوم ... أخبرني أنهم في طريقهم للجنة شئون الأحزاب ... كادت الدموع تفر من عيني .. وختم المكالمة بشكره لي على ذلك الاهتمام .. وختمت المكالمة بالدعاء للحزب بالتوفيق... وانتهت المكالمة ولم تنتهي أحاسيسي المنتفضة المتأثرة بذلك الحدث الهام جداً على الأقل بالنسبة لي .. أنا لا أبالغ .. كما أنني لست متهوراً .. إنما أنا مؤمن .. مؤمن بهذا الحزب الذي أراه بعون الله تعالى وتوفيقه لنا أراه حزباً قادراً على تغيير وجه مصر إلى الأفضل كثيراً إن شاء الله تعالى .... لا لشيء سوى لأنه حزب استقى أفكاره من المبادئ السامية التي جاء بها دين الله الحنيف .. ورجاله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه كنت أود أن أكون في مصر ذلك اليوم .. كنت أود أن أحمل ولو ورقة واحدة من أوراق التقديم الخاصة بهذا الحزب .. كنت أود أن أشارك في هذا اليوم بأي مشاركة أو بأي طريقة .. ولكن شاء الله سبحانه وتعالى لي أن أكون في ذلك اليوم خارج البلاد ... فقدّر الله وما شاء فعل .. وعسى أن يكون ذلك خيراً لأظل متعلقاً نفسياً ومعنوياً بهذا الحدث الهام وبذلك اليوم المُميز موضوعي هذا ليس عن حزب الوسط ولا عن تاريخه ولا عن أهدافه ومبادئه وطموحاته ... فلو كنت أنوي الكتابة عن الحزب لكان ذلك عبر موضوعاً كبيراً بل موضوعات عدة للأسف لست مؤهلاً لا نفسياً ولا معنوياً للكتابة عنها الآن خصوصاً وأنا خارج حدود الوطن .. و لن أخوض في سرد أحداث وقوف الحكومة المصرية ضد الحزب منذ عام 1996 وهو العام الذي بدأت فكرة الحزب فيه بالظهور وحتى الآن ؛ ولن أحكي عن وقائع تربص الحكومة بالحزب ورفضها الدائم والمستمر له ولا عن رفضها منح الحزب حق من حقوقه البديهية له والمتمثل في الحصول على التصريح الرسمي بممارسة العمل السياسي ... فليس هذا وقته ولا مجاله ولكن ووددت فقط أن أحفر هذا التاريخ في ذاكرة الوطن الثلاثاء 24 جمادي الأولى لعام 1430 هـ الموافق 19 مايو 2009 م هو موعد تقديم حزب الوسط لأوراقه كاملةً إلى لجنة شئون الأحزاب في مصر ... فلنتذكر جميعاّ ذلك التاريخ .... أتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يكلل جهودنا بالنجاح هذه المرة إنه ولي ذلك والقادر عليه

ليست هناك تعليقات: