الثلاثاء، 2 يونيو 2009

عمّ يتساءلون

عمّ يتساءلون ...
عمّ يتساءلون .. هو اسم برنامج يُذاع على قناة دريم الفضائية ... منذ فترة طويلة والبرنامج ده ليّا عليه مآخذ عديدة من أهمها أن مقدمه يستضيف علماء وشيوخ أجلاء لا لينهل من علمهم بأدب واحترام بل يأتي بهم ليستفزهم ويخرجهم عن شعورهم .. فهو دائم التعمد وضع ضيوفه الشيوخ الأفاضل في موقف الدفاع .. وبدلاً من أن يحاور مقدم البرنامج الضيف المتمثل في عالم جليل أو أستاذ فاضل يحاوره بأدب الحوار مع العلماء فهو يحاوره بطريقة الاتهام كما يحاور وكيل النيابة المتهم في ساحة المحكمة .. هكذا كانت رؤيتي للبرنامج .. فمقدم البرنامج ذو ثقافة ضحلة في النواحي الدينية ويبدوا أنه قال في قراره نفسه قبل تقديمه للبرنامج .. أما فكرة حلوة .. نركب موجة البرامج الدينية اللي شغالة عمال على بطال في القنوات الفضائية .. بس أنا عاوز أبقى مشهور .. يبقى لازم اعمل ستايل جديد في البرنامج وأبعد عن القوالب الكلاسيكية للبرامج الدينية .. أعمل إيه ... لمّا أجيب الشيخ ما أقعدش أحاوره بالطريقة التقليدية .. لأ .. لازم أحبّش المسائل عشان البرنامج يضرب نار ... ذكّرني ذلك ببرنامج تافه لمذيعة تافهة كانت تقدمه على قناة إقرأ .. المذيعة كانت محجبة ولكن في برنامجها كانت تحارب الحجاب .. بحقد غريب .....!!! الآن تلك المذيعة تحررت من ذلك الغطاء الذي كان يستر شعرها فهو حر طليق الآن .. وهي الآن حرة طليقة أيضاً ... تقدم من البرامج الفنية وغير الفنية ما شاءت أن تقدم ... هذا النمط الغريب من المذيعين لا ألومهم بقدر ما ألوم من يأتي معهم في برامجهم السخيفة من شيوخ أفاضل .. فهم ينخدعوا بإسم البرنامج ... أو يعتقدون أنهم بهذا ينفعون الناس .. وأنا أقول لهم أرجوكم لا تذهبوا لمثل هذه البرامج فهي ليست أهلاً لكم ولا لعلمكم .. واتركوا تلك النوعية من المذيعين لبرامجهم تلك فمصيرهم إما خلع الحجاب من على رؤوسهن لو كن سيدات أو إزاحة قناع التدين من على وجوههم لو كانوا رجال أو حتى أنصاف رجال .!!! الغريب بقى إني الشهر ده وعن طريق المصادفة لا التعمد وجدت هذا البرنامج الذي يحمل ذلك الاسم الطيب لسورة كريمة من سور القرآن الكريم .. وهي أيضاً الآية الأولى من تلك السورة الكريمة ... "عمّ يتساءلون" ... وجدته يستضيف في أكثر من حلقة من حلقاته بعض الممثلات المعتزلات .. فالحلقة الأولى وجدته يستضيف سهير رمزي .. لا ليكلمها عن أهمية التدين في حياة الإنسان وكيف يذوق المرء طعم حلاوة الإيمان بعد أن كاد قلبه يمتلئ معاصي وآثام بل ليسألها عن سر استمرار نضارة وجهها رغم اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب .....!!! وهل سبب ذلك عمليات التجميل .. أم سبب آخر .... استحي على وجهك يا من تقدم هذا البرنامج الذي يحمل هذا الاسم الطيب ... بل إنه أخذ يسألها عن مدى جمال المسلسل الأخير الذي قامت ببطولته ... فما كان منها إلا أن انطلقت في الحديث عن هذا العمل الفني الراقي وكيف أن الجميع كان يعمل فيه بود وإخاء ليقدموا للمشاهدين رسالة سامية .... !!!!!! ووجدته في حلقة أخرى يستضيف الممثلة المعتزلة سهير البابلي ليتذكروا معاً المسرح أيام الممثلة المعتزلة وكيف أنه بعد اعتزالها أصبح لا مسرح وهي تفخر بذلك بحجة أن فخرها ينبع من أنها تركت بصمة في عالم الفن ... بل إن المذيع يقول لها فين أيام الفن بتاع زمان أيام فطاحل الفن والغناء ... حتى أنهما قارنا معاً بين أسعار تذاكر المسرح الآن وأسعار تذاكر المسرح زمان ... ثم أصبح الحوار فنياً بحتاً .. ثم ختم المذيع ذلك الجزء الذي شاهدته بسؤال الفنانة الكبيرة عن السر وراء استمرار جمالها اللافت للنظر ....على الرغم من اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب ..... !!! .. وكأن ارتداء الحجاب لابد أن يتبعه تحول وجه الممثلة المعتزلة من الوجه الجميل إلى الوجه القبيح .........!!! في برنامج اسمه عمّ يتساءلون الذي من اسمه المفروض أنه قد خُصص ليتساءل المسلمون فيه عمّا يريدون من شئون دينهم ... ألا تدري أي من تلك الفنانات أن من شروط التوبة الندم على ما فعله الإنسان من معاصي وآثام ...!!! أم أن التباهي بأعمال كانت كلها دون استثناء ملئى بارتكاب المعاصي عياناً بياناً .. يُعدّ نوعاً جديداً من أنواع الندم عليها ..!!! أم أن المشاركة في أعمال تمثيلية بعد الحجاب مع غير المحجبات في أعمال تحفل بمخالفات دينية صريحة من ملابس عارية ومشاهد سيئة وألفاظ نابية ليس من المعاصي في شيء ... فلا دخل لي بزميلتي الممثلة التي تكشف من عورتها ما تكشف والتي تظهر معي في نفس المشهد ترقص وتتمايل وتتبادل ضحكاتها العالية مع ذلك الشاب الوسيم الذي أُسند إليه دور البطولة .. علاوة على كون العمل الفني به ما به من مخالفات وتجاوزات صريحة بل وصارخة .... .!! عجباً لأمر المذيع فهو مع الممثلات كالبلسم بل كنسمة الهواء الرقيقة يكاد يمد يديه ليمسح دموعهن إن قررت إحداهن أن تذرف دمعة أو دمعتين لزوم الحبكة الدراماتيكية التي تسيطر على حوارهن معه أما مع الشيوخ فهو كالسيف المسنون الخارج من غمده ليتصيد أي كلمة تفلت من بين شفتي شيخ جليل أو أستاذ فاضل ليقطعها إلى ألف حرف يبني على كل حرف موضوع ليحول الموضوع إلى قضية نقاشية ذات جدال عقيم لا يقوى الشيخ على علاجه مما يجعل المذيع في نشوة بالغة فقد انتصر على شيخ جليل حتى ولو كان ذلك النصر نصراً زائفاً مستنداً إلى منهج السفسطة البغيض .. المهم أنه انتصر وابتسم ابتسامة الشامتين في الشيخ .... ثم ينزل تتر النهاية .. ليخرج المشاهد من هذه المسرحية الهزلية حيران من أمره بل إن حيرته بعد انتهاء البرنامج أصبحت أقوى واعنف مما كانت عليه قبل بدايته ... !! لا أوجه رسالتي إلي مقدم ذلك البرنامج أو معديه أو القناة نفسها أو أي برنامج مشابه .... أو حتى البرامج الغير شبيهة ... بل أقدم رسالتي لأي شيخ فاضل يتلقى دعوة من هذا البرنامج أو البرامج الشبيهة ... هل هذا البرنامج الذي انحرف عن اسمه تمام الانحراف يليق بك أن تطل على المشاهدين من خلاله .. إن الأمور الدينية لا تُناقش في مثل هذه البرامج فهي تحتاج إلى برامج رصينة موضوعية ذات مواصفات خاصة يُعطى فيها الشيخ كامل الحرية ومتسع من الوقت ليتحدث عن القضية المعروضة .. لا أن يُفاجئ بمذيع كل خبرته في الدين استقاها من حواره مع ممثلات معتزلات ثم عدن للتمثيل مرة أخرى ولكن بالحجاب ... ولا أن يُقاطع كل مرة يريد فيها الاسترسال في تبيين الأمور بحجة وجود فاصل إعلاني مكوّن من بعض الإعلانات عن كريمات تفتيح البشرة وشامبوهات لجعل الشعر أكثر نعومة ولمعاناً ... ولا مانع من الإعلان عن أحدث الأفلام المعروضة في دور العرض السينمائي والذي يحكي عن قصة حب ملتهبة جمعت شاب بفتاة بدأت علاقتهما في أحد الملاهي الليلية وانتهت بانتحار الفتاة بعد أن اكتشفت أن الشاب الذي أحبته وسلمت له نفسها خدعها وكان يحب من الفتيات ما يزيد عن الثمانية .. وأن قبلاته لها والتي بلغت طوال الفيلم 99 قبلة كانت قبلات زائفة ....!!! وأختم بقولي أننا من خلال هذا البرنامج وغيره الكثير نساهم دون أن ندري – منتجين وكذلك مشاهدين لهذه البرامج – نساهم دون أن ندري في إنتاج ذلك النوع الجديد من الإسلام الذي يمكن أن نسميه الإسلام المائع الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة .. ونمهد لخروج أجيال وأجيال من المسلمين المائعين الذي تربوا على مثل هذه البرامج .. .. ورجائي الأخير وهو أضعف الإيمان أن يتم تغيير إسم هذا البرنامج وباقي البرامج المشابهة بحيث يصبح اسمها دالاً على ما تقدمه .. فبرنامج كعمّ يتساءلون أقترح أن يتم تغيير اسمه إلى إسأل كركر .. إوعى تفكر ... أو حوار مع فنانة كانت وأصبحت ويُخصص لاستضافة الممثلات المعتزلات .. بس يكون اسمه كده .. لا أن يقوم باتخاذ آية كريمة من آيات القرآن العظيم اسماً له ويستضيف فيه الممثلات اللائي اعتزلن لفترة ثم عدن للتمثيل مرة أخرى ليسألهن عن سر استمرار جمالهن على الرغم من ارتداءهن الحجاب ...... !!!!!!!!!!!!!!