الثلاثاء، 2 يونيو 2009

قضية رجل الأعمال وإحدى المغنيات ...
والزواج سيء السمعة بين المال والسياسة والانحلال الأخلاقي دعوة لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية
لقد أخطرت عنواناً طويلاً لأنني لم أرد أن أختصره لأن الموضوع جدّ خطير ... كيف بدايةً وبغض النظر عن هوية قاتل من تُسمى سوزان تميم ... فإن ذلك ليس من الأهمية بمكان في موضوعنا هذا.. إن ما يعنيني ما يلي .. لقد تتبعت هذا الموضوع بقدر من الاهتمام فاكتشفت فيه أشياء جدّ خطيرة .. خطورتها تنبع من أنها أشياء فضائحية مخزية لم نعد نستغرب عند سماعنا إياها ولم نعد نستهجن حدوثها .. لقد شارك الجميع في تحليل الموضوع من ألفه لبائه ولم أجد منهم من أشار إلى عنصر الانحلال الأخلاقي الذي كان مهيمناً تمام الهيمنة ومسيطراً تمام السيطرة على ذلك الموضوع برمته ... هل اعتدنا على الانحلال الأخلاقي وأصبحنا نعدّه من الأمور المسلّم به في مجتمعاتنا العربية والشرقية .. كيف .. سأشرح ذلك : - لفت نظري أن الجميع أجمع أن رجل الأعمال المصري كان على علاقة بالمغنية اللبنانية ... تراوحت في العديد من الأقوال أو بعضها على الأقل بين الزواج السري لفترة والحب لفترة والمطاردة لفترة أخرى .. ألا تلاحظون أنه أصبحت من الأمور العادية على آذاننا أن نسمع أن فلاناً أحب فلانة على الرغم من أنهما ليسا بزوجين .. وسهر مها وسافر معها وأغدق عليها بالذهب والمجوهرات وتحمل نفقات إقامتها في أفخم فنادق القاهرة ... ثم تخلت عنه ... أمراً عادياً .. لم يعلق أحد بأن تلك العلاقات علاقات آثمة يأثم من يفعلها وهي خارجه عن إطار ديننا الحنيف وعاداتنا الأصيلة .. لم يعلق أحد على ذلك ... غريبة شويتين .... !!!! - الجميع تكلم عن أن تلك المغنية اللبنانية كانت على ذمة زوجين اثنين في وقت واحد ... كارثة بكل المقاييس ورغم ذلك هناك رجل ثالث يريد الزواج منها أو على الأقل امتلاكها بأي طريقة أخرى إن لم يكن الزواج بها ممكناً .. أي مجتمع عربي هذا الذي نعيشه ... - لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية لماذا لا نطلق على من تمارس أي علاقة جنسية مع رجل ليس بزوجها وتثبت عليها هذه العلاقة لماذا لا نسميها زانية ومن فعل ذلك بها فهو زاني .. لقد سميناها حبيبة أو عاشقة وهو محب ولهان ... لماذا لا نسمي من تكشف من جسدها أمام الكاميرات أكثر مما تخفي وتتباهى وتفتخر بذلك لماذا لا نسميها بأنها سافلة فاجرة .. لقد سميناها مطربة أو فنانة متمكنة ... لماذا لا نسمي الحفلات التي تحييها مغنيات يقفن على خشبة المسرح شبه عاريات وكئوس الخمر تدور على الرجال والنساء القابعين على الكراسي يشاهدونها لماذا لا نسمي هذه الحفلات بالحفلات الماجنة .. سميناها سهرات فنية ... لماذا لا نطلق على الفعل الخطأ اللفظ الذي يناسبه.. - ألم تخرج علينا إحدى الراقصات في عدة اسطوانات مدمجة وهي تمارس جميع الأفعال الجنسية مع أحد رجال الأعمال ثم قالوا لنا بعد ذلك أنهما كانا متزوجين عرفياً ..... حتى لو كانوا متزوجين رسمياً وعلنياً .. فبأي وصف نصف تلك الأسطوانات ... وها هي راقصتنا المحترمة مازالت تحيي وبكل فخر واعتزاز حفلات أفراح أبناء الوزراء وكبار رجال الدولة و الأعمال في مصر .. ويُشار إليها بالبنان .. ويستضيفونها في جميع برامج التلفزيون الحكومي وغير الحكومي ويقدمونها على أنها الفنانة الكبيرة .. وتدخل في كل بيت من بيوت مصر والدول العربية عبر مسلسلات من إنتاج الحكومة المصرية ... كلامي ليس عن هذه فقط .... . بل باقي زميلاتها الشبيهات لها ... وهن كثرُ .... !!!! - كم من هؤلاء الممثلات والمغنيات سيئات السمعة واللائي شاهدهن الجميع على اسطوانات مخزية وسلكن في حياتهن الشخصية والعامة مسلك غاية في انعدام الأخلاق كم منهن أحيين ومازلن يحيين أفراح أبناء وزراء رؤساء وحكام وأمراء وملوك العرب ... كم منهن أحيين الاحتفالات القومية والوطنية للدول العربية بدعوات رسمية من حكومات تلك الدول ... كم منهن غنيين أغنية وطنية لزوم النيو لوك وأصبحت تُذاع ليل نهار في تلفزيونات الحكومات العربية ... - فالممثلة أو المغنية أو ما شابههن اللائي يتاجرن بأجسادهن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نطلق عليهن فنانات .. فهن مخطئات آثمات هذا على أقل تقدير وهذا أقل وصف يمكن أن يوصفن به .. لا فنانات .. فالفن شيء سامي وراقي لا يحق لنا أن نلوثه بربط اسمه بهذه الأسماء سيئة السمعة ومنحرفة السلوك . - ألم نقم المهرجانات القومية على حساب الموازنة العامة للدولة لتكريم هذه الفئة الضالة ... ألم تتبادل معظم ممثلات ومغنيات مصر القبلات مع وزير ثقافتنا المبجّل في حفلات افتتاح وختام مثل هذه المهرجانات .. ألم تصدر أوامر العلاج على نفقة الدولة للعديد من الممثلين والمغنيين وبسرعة البرق مع أنهم يملكون من الأموال ما تنأى بحمله مجموعة كبرى من الحمّالين الكادحين في محطة مصر أو أنهم كانوا يملكون من الأموال الكثير لكنهم أنفقوها على سهراتهم ونزواتهم المخجلة ... في حين الفقراء في مصر لا يجدون من يعطيهم كسرة خبز يسدون بها رمق جوعهم الممتد منذ عشرات السنين .....!!! - ألم يتابع الكثير منا بعض تفاصيل الحكم في تلك القضية عبر البرنامج المسمى بالعاشرة مساءاً على قناة دريم الفضائية .. ذلك البرنامج السطحي جداً من وجهة نظري إعداداً وتقديماً كيف لا وهو الذي افتخر أنه استضاف نجمة العرب المدعوة هيفاء وهبي والتي نجحت في تجميع العرب شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً حول شيء واحد ألا وهو الفرجة على رقصاتها الماجنة وهي تؤدي فقراتها الغنائية الساخنة .. وتوجت عملها الساخن هذا بالاشتراك في بطولة فيلم سينمائي أشد سخونة لتقدم الفن الماجن على كل لون .. في انتظار رجل أعمال يكمل تلك القصة البالغة السخونة والإثارة ... وأعلن ذلك البرنامج عن تلك الاستضافة المباركة مئات المرات .........!!! حيث ستستعرض فنانة العرب مشوارها الفني السامي والراقي ودورها البارز في إحياء روح الأمة العربية وبعثها بعد الممات ..........!! ما علينا فليس مجالنا الآن أن نقيم ذلك البرنامج الهشّ الذي جذب إليه العديد من المشاهدين تعاطفاً منهم مع ذلك الوجه النسائي الخجول الذي يغمض عينيه عندما يوجه للضيف سؤالاً ويتلعثم إذا ما تعرض لموقف غير متوقع ويقوم بتحويل الموضوع بسرعة وبطريقة ساذجة إذا وجد أن أحد الضيوف يوجه نقداً قوياً للحكومة ... ويحاول جاهداً وبصعوبة بالغة ترتيب مجموعة من الكلمات غير المتسقة ليكوّن منها سؤالاً ضعيف البنية وفقير الدلالة ظناً منه أنه بذلك يكون قد صنع سؤالاً بالغ القوة ستُحدث الإجابة عنه دوياً عنيفاً ... ما علينا مرةً أخرى .. فليس هذا مجال تحليل ذلك البرنامج المسمى بالعاشرة مساءاً بل أردت فقط أن أشير إلى أن من عجائب ذلك البرنامج أن يستضيف بطلة مرشحة وبقوة لأحداث شبيهة بتلك التي حدثت وتحولت إلى جريمة في لحظات على الرغم من عدم نزول تتر النهاية الخاص بالمسلسل الحالي المُسمى (القاهرة – بيروت – دبي .. مثلث المال والجمال .. والجريمة) .... . يا ترى المغنية هيفاء وهبي في أي فنادق مصر تقيم أثناء تشريفها لقاهرة المعز..... وأي رجال أعمال مصر الشرفاء يتحمل تكاليف إقامتها ......... !!! - على فكرة الجريمة السابقة الخاصة بالمغنية التي تُدعى سوزان عطية .. ليست الأولى .. فقد سبقها منذ عدة سنوات حادثة "ذكرى والسويدي" .... "دينا وحسام أبو الفتوح" ... وغيرها الكثير ... لا أريد أن أعددها لأن هذا ليس مجال حصر تلك التشوهات الأخلاقية الحادثة في مجتمعاتنا .. فقط أردت أن ألقي بعض الضوء أما الحصر والتحليل الدقيق فله وقته الذي أتمنى أن يكون قريباً إن شاء الله تعالى . - لن تتوقف الحفلات الماجنة التي تحييها حفنة من فاجرات ليس عندهن درجة واحدة من درجات الحياء .. ولن يتوقف رجال الأعمال ذوي الثروات المتضخمة الذين حصلوا من الحكومات المتعاقبة على امتيازات ومنح وتسهيلات وأراضي بالمجان وحققوا ثروات ضخمة في فترات زمنية قصيرة .. لن يتوقفوا عن حضور هذه الحفلات بل وتنظيمها والحرص على حضورها أكثر من حرصهم على حضور صلاة واحدة من الصلوات الخمس في أحد المساجد ...!!! - ولن يتوقف رجال الأعمال من الإنفاق بكل كرم وسخاء على من يسعدها حظها وتأتي في مخيلته ويصورها له عقله المريض وشيطانه الرجيم بأنها أجمل جميلات الدنيا .. وسيظل يلهث ورائها إلى أن ينال منها .. بعدها تستريح نفسه وتهدئ عاطفته وتستكين مشاعره ويستقر فؤاده .. إلى أن يبدأ اللهث خلف (كـ......) أخرى .. وتذهب الأولى إلى (كـ......) آخر ؛ أما الفقراء المستحقين منه زكاة ماله .. أو المحتاجين الذي يتطلعون إلى صدقة جارية تساعدهم على مواجهة أعباء الحياة ... فهيهات .. هيهات أن ينظر إليهم .... بل إنهم لو اقتربوا منه فإنه يفر منهم فراره من القسورة ...!!! - قد يقول قائل إن هناك رجال أعمال طيبين جداً بل ويقوموا بإنفاق الكثير جداً جداً على الفقراء والمساكين والمحتاجين .. ولكنهم أخطئوا أخطاء أخلاقية كبرى .. وأنا أقول لهم .. نعم .. لأنهم للأسف يعانون من الازدواجية على نهج ما لقيصر لقيصر وما لله لله .. والعياذ بالله ... فيحافظون على الصلاة والزكاة بل والصدقات والتبرعات ... هذا لله .. أما لنفوسهم ولرغباتها فالسهرات الحمراء والصفراء والخمر والقمار والجري وراء العاهرات ... ولكنهم حريصين كل الحرص أن يتم ذلك بعد أدائهم لصلاة العشاء ............!!! إنها الازدواجية البغيضة التي أصبحت شائعة في كل حياتنا وعلى اختلاف مستوياتنا الاجتماعية والمادية . - إن مثل هذه الأشياء لم تكن لتحدث بهذا الكم ولا بهذه الجرأة لو لم يكن هناك غنى فاحش ارتبط بعلاقة مشبوهة مع نظم حكم فاسدة وتوثقت تلك العلاقة الآثمة عبر فتيات ليل سيئات السمعة أضفى عليهن الجميع ألقاب عديدة لا يستحقونها ولا تنطبق أصلاً عليهن ليغيروا من وجههن القبيح .. بل إن هذه الظواهر ستستمر في الحدوث وبغزارة طالما بقيت تلك الأوضاع على ما هي عليه ... - إن رجل أعمال مشهور جداً ومتفوق جداً مالياً وسياسياً واجتماعياً قادته نزواته إلى الجري وراء مغنية سيئة السمعة وإن كن معظمهن إن لم يكن كلهن كذلك ... وجعلته يخسر ماله وعمله وأسرته .. بل وحياته ... فهل تلك الواقعة ستكون عبرة لباقي رجال الأعمال .. أم سيستمروا في ظنهم أنهم في مأمن من ذلك استناداً إلى مقولة (اغلط زي مانت عاوز بس ما تعملشي الغلطة اللي تفضح أمرك) وإن طلعت مصطفى مش مشكلته إنه غلط .. لأ مشكلته إنه عمل غلطة فضحت أمره .........!!! - إن رجلاً عُرض عليه بثلاثة محرمات ليرتكب واحدة منهن فقط .. عُرض عليه كأس من الخمر أو أن يزني بامرأة أو أن يقتل ابن المرأة ... ففكر وأختار أقل المحرمات ضرراً وأخفها إثماً من وجهة نظره ... فاختار شرب الخمر .. فشربها .. فسكر عقله .. فزني بالمرأة فخاف من افتضاح أمره .. فقتل الصبي .......!!!! .... فكم كأساً من الخمر تم تناولها أثناء تلك العلاقة الغير سوية ..............!!! و كم كأساً من الخمر تُشرب في أنحاء مصر على مدار اليوم .... - في النهاية هي صرخة .. صرخة لنسمي كل شيء بإسمه الصحيح . - بقيت كلمة واحدة ... ماذا لو قمنا بقياس هذا الموضوع على أنفسنا نحن معشر الشباب .. سيسأل أي شاب منّا ويقول كيف ... أنا لست برجل أعمال ولم أتعرف على أي مغنية أو ممثلة سيئة السمعة وأنّى لي أن أتعرف على واحدة منهنّ كما أنني لا أمتلك فندقاً لأخصص لها جناحاً كاملاً للإقامة فيه وأتحمل تكاليف إقامتها به ولا أملك من الأموال ما يجعلني أتقرب منها ولا حتى أرسل لها خاتماً واحداً من ذهب .. أو حتى فضة ... أقول لهذا المتعجب .. مهلاً ... واسمع كلامي للنهاية ... أنت سواء كنت طالباً في الجامعة أو خريج حديث أو حتى قديم مازلت تأخذ مصروف جيبك من والدك أو لديك وظيفة تأخذ منها راتباً نهاية كل شهر ... أليس لديك حبيبة تعرفت عليها بأي طريقة كانت .. ألم تقتطع من الراتب الذي تتقاضاه أو المصروف الذي يمنحه لك والدك ألم تقتطع جزءاً ليس باليسير لتشتري لحبيبتك هدية في عيد ميلادها ...!!! لو كنت تصرفت هذا التصرف .. وأعتقد أنك تصرفته .. فلا تلومن رجل أعمال أنفق من الملايين الكثير على فتاته التي أحبها .... فهو لو صرف من الملايين مائة .. فهو يملك من الملايين ألف مائة .. أما أنت يا من صرفت عشرة جنيهات لتشتري دبدوباً من سوق العتبة أو من أحد محلات وسط البلد ... لم تملك جنيهاً واحداً من هذه الجنيهات العشرة ...!!!! إن والدك حرم نفسه من أشياء كثيرة لمنحك تلك الجنيهات العشرة لتنفقها على نفسك لا لتشتري بها دبدوباً لإحدى خليلاتك ... !! حتى لو كنت تملك تلك الجنيهات العشرة فكم تملك غيرها .. مائة مثلها ...... لما لم تدخرها أو حتى تنفقها في عمل نافع لك أو لأسرتك ... لما أنفقتها على خليلتك ...!! هب أنه بعد قصة الحب تلك التي عشتها مع هذه الفتاة فوجئت بأنها أحبت شاباً آخر ... أو أقامت علاقة معه .. ألن تشعر بالثورة والغضب .. ألن تفكر في الانتقام ... ألن تفكر في العشرة جنيهات التي حرمت نفسك منها لتشتري بها لها هدية في عيد ميلادها لكنها لم تقدّر ذلك .. وابتعدت عنك وانصرفت إلى شاب آخر وجدت فيه من المميزات التي تريدها ما لم تجده فيك ... أكرر .. ألن تفكر في الانتقام ... ألن تفكر في مقابلتها وتوبيخها على ما فعلت .. ألن تفكر في توزيع صورها التي قمتم بأخذ لقطاتها معاً في أوقات العشق والهيام في إحدى الحدائق أو المتنزهات العامة أو على تندة من تندات كورنيش النيل .. ولا بأس إن كان في جعبتك مقطع فيديو يجمع بينكما وأنتما تتبادلان كلمات الحب والود وبعض القبلات الساخنة والباردة والتي تبادلتموها أوقات الغرام والنشوة لا بأس من رفع هذا المقطع على اليوتيوب إمعاناً في الانتقام .. ألن تفكر في الاتفاق مع ذلك الشاب الذي يطلقون عليه فتوة الشارع الذي تسكن به على أن تؤذي فتاتك التي خانتك ... ألن تأتي له بماء النار وترسم له الخطة وتعطيه ما يلزمه من أموال ومعلومات لينفذ الانتقام كما ينبغي لتشفي غليلك من تلك الخائنة .. .. !!! - يجب علينا أن ننتقد أي شيء خاطئ نراه يحدث أمام أعيننا .. ويجب علينا أيضاً و في نفس الوقت أن نتأكد من أن هذا الشيء الخاطئ لا نقترفه في اليوم مائة مرة دون أن نشعر .

ليست هناك تعليقات: