الثلاثاء، 2 فبراير 2010

بين منع النقاب هنا ومنعه هناك .... أيهما اشد جرماً ... ساركوزي أم شيخ الأزهر .........!!!!!

بين منع النقاب هنا ومنعه هناك ....

أيهما أشد جرماً ... ساركوزي أم شيخ الأزهر .........!!!!!

أولاً أود التنبيه إلى ضرورة التفرقة بين الحجاب الذي هو ستر كامل جسد المرأة عدا وجهها وكفيها والنقاب الذي هو ستر كامل جسد المرأة عدا عينيها فالكثير من الناس خصوصا في أوروبا والمستشرقين يخلطون بين الاثنين وإن كان في بلادنا العربية أصبح هناك زي خليط جديد مكون من الحجاب والبادي الضيق والجينز يعني فوق الرأس حجاب يغطي الشعر وتحت الحجاب بادي ضيق ويلي البادي الضيق بنطلون جينز أكثر ضيقاً .... كوكتيل إنها مهزلة اجتماعية دينية أرجو أن تكون لنا فرصة للحديث عنها في موضوع آخر .

تعجبت جداً من حملة محاربة الحجاب عموماً والنقاب خصوصاً التي تحدث في معظم أنحاء العالم وتعجبت أكثر أن فرنسا التي تتجه لسن قانون يفرض غرامة على المنقبات اللائي يرتدين النقاب في الأماكن العامة تعرضت لنقد شديد من العديد من الجهات بينما مصر وشيخ أزهرها ووزير تعليمها الذين منعا النقاب في الجامعات والمعاهد والمدارس لم يلقيا من النقد ما لاقت فرنسا ... غريبة شويتين .........!!!!

دعونا إذن نضع بعض النقاط على بعض من الحروف :

- لن أدخل في جدال حول فرضية النقاب من عدمها حيث أنني اختار من كل الأقوال التي قيلت في هذا السياق قول الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه أنه لا مفروض ولا مرفوض وأعتقد أن هذه العبارة لو طبقناها في دولة مثل مصر لارتحنا جميعا .

- بما أن شيخ الأزهر قال أن النقاب ليس من الإسلام في شيء وأنه عادة وليس عباده لذا فقد قام بمنعه وهاجمه هو وأعوانه فهل الجينز والجيبات القصيرة والضيقة وكشف الشعر والأيدي والأرجل وأجزاء من الظهر و البطن وارتداء الباديهات القصيرة والضيقة هل كل هذه الأشياء عبادات تُثاب عليها من تؤديها لذا فلم يمنعها أو حتى يتطرق إليها بنصف كلمة أو يشير إليها في أي من لقاءاته التلفزيونية العديدة مع مذيعات التلفيزيون المصري والفضائيات .

- إنّ شيخ الأزهر الذي استقبل رئيس جمهورية فرنسا أيام كان وزيراً لداخليتها منذ عدة سنوات وقابله بالترحاب والقبلات والوجه البشوش وأعطاه فتوى مختومة بخاتم الأزهر بأن يفعل ما يحلو له ويمنع الحجاب من المدارس "أكرر الحجاب وليس النقاب" يمنع الحجاب من المدارس بل تمادى في غيه وأعلن ثلاث مرات كلمة واحدة ... هذا حقه .. هذا حقه ... هذا حقه في إشارة أإلى ن من حق وزارة الداخلية في فرنسا أن تمنع الحجاب في المدارس ... لا أدري لماذا حقه هل لأنها دولة معظم شعبها نصراني الديانة .. فهل وفقاً لهذا المنطق تقوم مصر بفرض الحجاب على طالبات المدارس وأنّ هذا حق وزير داخليتها استناداً إلى أن مصر معظم شعبها مسلم ..............!!!! فلماذا إذن لم يعلن شيخ الأزهر ذلك ويتوجه بالفتوى ذاتها للسيد حبيب العادلي ويقول له مرة واحدة فقط وليس ثلاث .. هذا حقك يا سيد حبيب .....!!! إنها فتنة تجعل الحليم حيران مما يجري حوله فعلاً .. فشيخ الأزهر يبيح لفرنسا منع حجاب الطالبات بحجة أنه رمز ديني .. وهل يا شيخ الأزهر الحجاب رمز ديني أم أنه فريضة إسلامية كالصلاة والزكاة والصوم ومن يدري ربما فضيلتك بعد عدة أشهر ستصدر فتوى بمنع الصلاة والصوم في المدارس بحجة أنها رموز دينية تؤدي إلى الفتن الطائفية .......... !!! لو أصدرت هذه الفتوى فلن أتعجب لأنها صدرت منك .... على كل حال لقد أهلت نفسي وعودتها على تلقي أي فتوى تصدر من فضيلتكم وأتلقاها دون استغراب أو تعجب طالما كانت صادرة منك ....!!!!

- هب أنه قد صدر قرار بمنع الحجاب وجاءت إحدى الطالبات مرتدية كاب رياضي غطت به شعرها هل سُيسمح لها بالدخول أم لا ........... سُيسمح لها لأنه كاب رياضي .. إن الفكرة إذن ليست فكرة تغطية الشعر أو الوجه من عدمها بل هي فكرة محاربة أي شيء يميز الإسلام عن غيره .. محاربة أي شيء يميز المسلمين عن غيرهم ... محاربة أي مظهر أو شكل أو علامة تدل على أن هنا يوجد إسلام أو أن هنا يوجد مسلمون ....!!!

- الهدف إذن ليس منع النقاب بقدر ما هو حرب تدريجية على أي مظهر إسلامي أو فريضة دينية أو شعيرة إسلامية ... فديننا الحنيف جعل من المسلم إنسانا مميزاً في كل شيء في مأكله ومشربه وسلوكه وعباداته وكل شيء العديد من الناس قد أصابهم الضيق من هذا إنهم يريدون هكذا تسير في الشارع لا تعرف المسلمة من الملحدة لا تعرف المؤمنة من العاهرة .

- لو تركنا الناحية الدينية وانتقلنا إلى الناحية الفكرية المنطقية البحتة ... هل التعامل مع ظاهرة النقاب يكون بالمنع أم بوضع الضوابط .... فالنقاب يمكن أن يتم وضع له ضوابط للتأكد من شخصية المنقبة فموضوع مثل الامتحانات الذي قامت الدنيا ولم تقعد بخصوصه في مصر ما المانع أن يتم إحضار احدي السيدات الموظفات في الجامعة أو أكثر من سيدة هن من يشرفن على التأكد من شخصية الطالبة المنقبة .. ما المانع في ذلك ... ولقد سمعت عميد كلية أعتقد عميد كلية دار العلوم يقول أن أكثر حالات الغش تقوم بها طالبات منقبات ... فكنت أود أن أسأله هل لو أجريت بحثاً عن حالات الغش لدى الطلاب الذكور ووجدت أن أكثر حالات الغش بين الطلاب الذكور كانت لطلاب يرتدون البنطلونات الجينز .. هل ستمنع دخول الطلاب المرتدين للبنطلونات الجينز ........ منطق غريب لشخص المفروض أن يكون عميد كلية.......!! إنها الفوبيا من النقاب من ناحية ومن ناحية أخرى وضع الاعتبارات التي تمليها عليهم جهات الأمن العليا في مصر كأمن الدولة وغيرهم وضعها كأهم أولوياتهم .. وموضوع علاقة أمن الدولة بالجامعة ده موضوع كبييييييييييييييييير أتمنى أن أكتب فيه في مرة قادمة بإذن الله تعالى .. بس بصراحة موضوع كبير جداً ...!!!

- ثم أين هي تلك الحرية في أن يرتدي كل شخص ما يريد .. فالتي تكشف وجهها حرة والتي تكشف شعرها حرة والتي تكشف أجزاء كبيرة من يديها وأرجلها حرة والتي تكشف أجزاء من بطنها وظهرها حرة بل والتي تكشف كامل جسدها حرة .... أما التي تغطي وجهها ليست حرة بأي منطق هذا ...

- ثم إن ساركوزي الذي تعرت زوجته أمام الكاميرات وظهرت كما ولدتها أمها حرة في أن تتعرى كما تريد وكما تشاء أما الفرنسية التي تسير في الشارع تغطي وجهها ليست حرة ويُفرض عليها غرامة ....!!!

- ثم إن شيخ الأزهر الذي شمّر عن ساعديه ومنع النقاب وأصدر فتوى بشأن الجدار وأعلن أن سوزان تميم شهيدة لا أرى له صوتاً ولا حتى همساً في موضوعات كاحتلال المسجد الأقصى والحفريات التي تتم من تحته تمهيدا لهدمه أو المأساة التي عاشها ويعيشها ضحايا السيول في سيناء وأسوان أو حتى المعاناة التي يعانيها مسلمي إقليم تشينج يانج في الصين أو انتشار صالات القمار ومحلات بيع الخمور في مصر أو أسباب تخلف الدول الإسلامية ومكانها المتأخر بين كل الأمم أراه ترك كل هذا وبارك لساركوزي من قبل منع الحجاب وقام هو بمنع النقاب .....!!!

- الذين يقولون إن بعض الجرائم تمت عن طريق التستر بالنقاب كأن يرتدي رجل النقاب ويذهب لإتمام الجريمة ويعتقد الناس أنه إمرأة ويتضح في الآخر أنه رجل ... أقول لهم وكم جريمة ارتكبها أشخاص انتحلوا صفة رجال شرطة وارتدوا ملابس الشرطة أثناء تنفيذهم لجرائمهم فهل من المنطقي أن يصدر قرار بمنع ارتداء رجال الشرطة لزيهم المميز ...!!! وكم من جريمة ارتدى منفذوها بالطو الأطباء الأبيض ... فهل من المنطقي أن يتم منع الأطباء من ارتداء ملابسهم المميزة ... ثم إن هذا دور الأمن في أن يكتشف مرتكبي الجرائم .. فهل يوجد مجرم في العالم كله يذهب لتنفيذ جريمته ويعلن على الملأ أنه ذاهب لتنفيذ جريمة كذا في المكان كذا وهل يوجد مجرم في العالم كله لا يتنكر ويخفي أي شيء يدل على هويته أو شخصيته حتى لا يتم الإيقاع به ..!!

- ثم ماذا تريد أنت من رؤية وجه من تسير بجوارك في الشارع أو تركب المواصلات العامة أو الخاصة وماذا يريد التاجر من رؤية وجه امرأة تأتي إليه لتشتري مستلزمات المنزل من بطاطس وطماطم وفلفل وأرز وعدس وفول وماذا يريد الموظف من رؤية وجهة واحدة تقف أمامه ساترة وجهها وتطلب منه أداء الخدمة العامة التي عينته الدولة للقيام بها ماذا تريد من الوجه إلا في حالة ارتكاب مخالفة أو اقتراف خطأ في هذه الحالة لابد من الكشف عن الوجه لتحديد كنهة هذا الشخص واسمه وباقي بياناته .

- في النهاية لو طبقت فرنسا قانونها المقترح ويكون بذلك قد سبقها شيخ الأزهر ووزير التعليم العالي والواطي في مصر فأيهما من وجهة نظرك أشد جرماً : (شيخ الأزهر – ساركوزي – الاثنين مجرمين –ليس على الاثنين أي جرم) .

- على فكرة مشروع القرار الفرنسي لا يمنع ارتداء النقاب بل يفرض غرامة على من ترتديه في الأماكن العامة بينما في مصر ممنوع منعاً باتاً .... شوفتوا الفرق .. حاجة تكسف .

- إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص وشيخ الأزهر ومن هم على منواله سواء الذين يمثلون الإسلام الرسمي أو الذين هم ضد شريعة الإسلام ومبادئها على الرغم من كونهم مسلمين هؤلاء لا يضربون الدفوف فحسب بل يرقصون ... فالنقاب الممنوع في جامعات ومعاهد مصر والحجاب الذي يُهاجم صباح مساء في أجهزة إعلام الدولة الرسمية وتُثار حوله الشبهات والشكوك حول فرضيته من الأساس والذي يُستهزئ به في أفلام ومسلسلات من إنتاج الدولة والذي لا يجد من شيخ الأزهر كلمة واحدة يدافع بها عنه ويصد بها عنه الهجمة الشرسة المثارة حوله كل هذا ليس ضرباً بالدفوف بل هو رقصاً من أحط أنواع الرقص .... إذن لا يكون من المنطق أو المعقول أن ننتظر من الدول الغربية تحريم ضرب الدف أو منع الرقص .... بل علينا أن ننتظر منهم أنواع أخرى من الرقص أكثر إثارة وأشدّ وضاعة من رقصنا نحن المسلمين وممثلينا الرسميين ... وما كان منع بناء المآذن لمساجد المسلمين في سويسرا منا ببعيد ... لقد قال المتنبي .. من يهن يسهل الهوان عليه .. ونحن هنا على أنفسنا .

- على ذكر منع إقامة المآذن لمساجد المسلمين في سويسرا .. أريد أن أعرف ماذا كان سيكون رد فعل العالم أجمع لو قامت مصر بإصدار قرار بمنع إقامة أبراج لكنائس المسيحيين في مصر ..... الأدهى أنني متأكد تمام التأكد أن شيخ الأزهر كان سيكون أول المعترضين في حالة إقرار مصر لقانون يمنع بناء الأبراج للكنائس .. وسيعقد مؤتمر صحفي يعلن فيه أن من حق سويسرا أن تفعل ما تريد وتمنع إقامة المآذن وأن من حق فرنسا أن تفعل ما تريد وتمنع ارتداء النقاب أما مصر فليس من حقها أي شيء سوى أن تقيم الجدار الفولاذي بينها وبين أهل غزة ..........!!!

- يا شيخ الأزهر أنت ومن هم على شاكلتك المنع ليس حلاً في مثل هذه الأشياء والنقاب إن لم يكن فرضاً من وجهة نظرك أنت فهو فرض من وجهة نظر علماء آخرين وحتى لو لم يكن فرض من وجهة نظر أغلبية العلماء .. إلا أنه ليس مرفوض فلم أسمع شيخاً أو عالماً يقول بحرمته مثلاً .......!!!! أما الخمر والميسر والقمار والربا والزنا والدعارة والعري أجمع علماء الأمة على أنها أمور محرمة بل ومن الكبائر أصلاً ويجب منعها في أي دولة مسلمة .. فأين صوتك الشجي يا شيخنا الأبيّ .

- وختاماً .... إن عدد المنقبات في فرنسا (2000) منقبة في دولة تعداد سكانها يزيد عن (60.000.000 نسمة) ألفا امرأة من وسط ستون مليون مواطن يُسن لهن قانوناً ...!!! في مصر أمّ الدنيا الذي بلغ تعداد سكانها الثمانين مليوناً أو اقترب من ذلك كم منقبة إذن ... لا توجد نسبة تستدعي هذا الخوف من النقاب يا سيد ساركوزي ويا فضيلة شيخ الأزهر ... فالمنقبات على أي حال لن يخرجن لكم في أحلامكم ليقبضن أرواحكم ... فلتناما قريري العين فالله سبحانه وتعالى يرسل ملك الموت لقبض أرواح البشر .

ليست هناك تعليقات: