الخميس، 3 أبريل 2008

أرخص دم في العالم ... قرب .. قرب .. قرب ....

أرخص دم في العالم ... قرب قرب قرب
أوكازيون مين يشتري ....
كنت أعرف منذ سنين عديدة أن الدم المصري ثمنه رخيص جداً في سوق الدم العالمي ... عرفت ذلك عندما قرأت عن أسرانا الذين قُتلوا في هزيمة 1967 تلك الهزيمة النكراء التي يطلقون عليها نكسة وكيف تم قتلهم بدم بارد ولم تطالب الحكومة المصرية إلى الآن بأي تعويض والأدهى أنها لم تمنح ذوي هؤلاء الشهداء إلا بضعة جنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع ؛
عرفت ذلك عندما عاصرت زلزال التسعينيات في جميع أنحاء مصر تلك الهزة الأرضية التي أسقطت بيوت وعمارات عديدة في مصر على رؤوس ساكنيها أما الناجين فمنحوهم خيام في العراء ؛
عرفت ذلك عندما شاهدت بأم عيني ضحايا قطار الصعيد وهم يصرخون فلا ملبي ... وعندما أتت النيران على أجسادهم وخرجت أرواحهم إلى بارئها قامت الحكومة بمنح أهاليهم بضع جنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع ؛
عرفت ذلك عندما شاهدت بأم عيني غرقى العبارة في عام 2007 وهم يصرخون فلا ملبي ... وتُركت أجسادهم طعاماً للأسماك ... وعندما انتهت الأسماك من أكل أجسادهم رموا لأهاليهم بضعة جنيهات هي الأخرى لا تسمن ولا تغني من جوع ؛
عرفت ذلك كله مما أقنعني أن الدم المصري ثمنه رخيص وزهيد جداً مقارنةً بثمن دماء الجنسيات الأخرى وما قتلى أمريكا في حادث لوكيربي منا ببعيد ... ولا قضية الممرضات البلغاريات في ليبيا أيضاً منا ببعيد ...
أما اليوم فقد أدركت تماماً وبدون أدنى شك أن الدم المصري هو الدم الأرخص على مستو ى العالم والفضل في ذلك يرجع بلا شك إلى رئيس جمهوريتنا .. الذي لا داعي لذكر اسمه ... لأسباب عديدة لعلني في المواقف الأخرى سأذكرها تفصيلاً ..
مواطن مصري بورسعيدي غلبان اسمه (محمد فؤاد عفيفي) .. تذكّر هذا الاسم جيداً ... مواطن لا يمك من الدنيا سوى مركب صغير الحجم رخيص الثمن هو ومجموعة من أصدقائه ... أبى أن يترك نفسه غنيمة للحرام ..
لم يسرق ليأتي بما يسد به رمقه ورمق أهل بيته ..
لم يلعب قماراً وحتى لم يتعلمه لأنه يعرف أن القمار والأموال التي تأتي من خلاله هي عين الحرام ..
لم يعمل قواداً أو وسيطاً في تجارة البانجو المزدهرة جداً في كل ربوع مصر ..
لم يقترض من البنوك ويهرب خارج مصر وأنى له أن يقترض .. فالقروض في مصر تُمنح للمتخمة كروشهم بالأموال .. أما الفقراء فلا قروض لهم ... ولا تعجب فتلك هي مصر ...!!!
لم يبيع أغذيةً فاسدة منتهية الصلاحية أصابت أطفال المدارس بالتسمم ..
باختصار ... لم يفعل حراماً ليكسب أموالاً ..
فقط كان يخرج بمركبه كل يوم يتجول بين البواخر المارة والعابرة لمياه وطنه (مصر) ... لم يذهب إلى مياه دولة أخرى .. إنما كل جولات مركبه كانت في مياه مصر .. أُم الدنيا كما يقولون ........... يقترب من البواخر يصعد على متنها بكل مودة ولطف ليبيع تجارته لمن على هذه البواخر يبيع ما يبيع ثم يعود إلى مركبه الصغير مرة أخرى بعد أن يكون قد حصل على بضعة جنيهات بالكاد تكفي لسد رمقه ورمق أسرته ... بالكاد تكفي لأن يشتري له ولأهل بيته وجبة غذاء أو عشاء وما يلبث أن ينام ويصحو مع بزوغ فجر اليوم الجديد ليبدأ رحلته بين البواخر العابرة لمياه وطنه عله يجد هذا اليوم في جيبه بضعه جنيهات كيوم أمس يشتري بها طعام لأهله...
ولكن أبداً لم يكن هذا اليوم كسابقه .... فبكل بساطة .. لم يعد محمد إلى منزله ... فقد قتلته إحدى البواخر الأمريكية العابرة لمياه وطنه ليسقط ميتاً وسط أمواج مياه وطنه ... مصر ... وترد الأنباء ..
محمد هو من أخطاً وأنى للمصريين عدم الخطأ ..!! الباخرة لم تخطأ .. وأنى للبواخر الأمريكية الخطأ ..!! من على متن الباخرة لم يخطئوا .. وأنى لمن على متن البواخر الأمريكية أن يخطئوا ..!! من أطلق الرصاصة على محمد لم يخطئ .. وأنى للأمريكي أن يخطاً ... و يخطأ في حق من .. مصر ... هههههههههههههههههههه ... هيهات ... هيهات .... هيهات
ويأتي شخص يُدعى مفيد شهاب .. لا أعلم له وظيفة يقول .. أن مصر لن تفرط في دم أبنائها .. وأنّ مصر لن تضيع حق أبنائها ...
يا أيها الناطق بهذا التصريح .. ماذا فعلت من أجل محمد الذي قُتل غدراً ..
ماذا فعلت من أجل أسرة محمد التي قُتل عائلها الوحيد ..
ماذا فعلت من أجل رد الاعتبار لمصر التي أُنتهكت سيادتها ..
ماذا ستفعل في من سيُقتل في المستقبل نفس قتلة محمد ...؟؟
ويا أبو الغيط يا من قلت أن مصر لن تتهاون في أمنها القومي .. يا من ستكسر رجل أي واحد يعبر الحدود المصرية .. مالي لا أسمع لك صوتاً ولو حتى كدبيب النمل تعليقاً على هذا الموضوع .. ألم تُنتهك سيادة مصر هذه المرة ...!!؟؟ ألم تُطلق النيران الأجنبية في مياهها الإقليمية على مواطن مصري ..
ما لك قد أصابك الخرس ...
وأنت يا رئيس جمهوريتنا يا من المفترض أن تدافع عن حقوقنا .. أين أنت .. مالنا لا نرى لك ذكراً ولا تصريحاً ولا مؤتمراً صحفياً ولا أي شيء وكأنك في وادي وذلك الحدث في وادي آخر .. وكأنك لست برئيس مصر .. أو بالأحرى وكأنك لا تمت لمصر والمصريين بصلة .. الآن فقط أدركت أن الدم المصري أرخص أنواع الدم على مستوى العالم .. فيا من تريد أن تشتري دماً .. ويا من تريد أن تتلذذ بمنظر الدماء .. ويا كل مصاصي الدماء في العالم .. قربوا .. قربوا جداً .. قربوا جداً جداً جداً .. فها هو الدم المصري تقدمه لكم الحكومة المصرية على أطباق من الذهب والفضة وبأسعار مخفضة جداً تقترب من العروض المخفضة الثمن جداً جداً جداً .. بل إن شئت الدقة فهي عروض مجانية .. مجانية .. مجانية ....
فهل من مشتري ....!!! ؟؟؟؟؟؟

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

والله يا اخ احمد عندك حق
بس مين يسمع ومين يقرأ
وبعدين من أمتى الشعب المصرى عنده دم عشان يتزعل عليه

هناء صابر يقول...

شكرا لك اخى أحمد على هذا الموضوع الموجع ...
واليك اخى وليد أقول لك ...
لا للشعب دم ...ولكنه هان عند حاكميه ...
لأن الشعب نفسه أصبح لا ثمن له ورخص و السبب .....معروف طبعا
نحن شعب لا يحترمه حكامه ..
شكرا لك يا احمدمرة أخرى
وبالتوفيق

غير معرف يقول...

ازيك يا عم احمد
واحشني حلوة المدونة ربنا معاك
عماد عويس

غير معرف يقول...

ازيك يا عم احمد
واحشني حلوة المدونة ربنا معاك
عماد عويس